رغم ان تطبيق الدين فى السياسة هو من أصول التوحيد , لكن فى ظل التغييب الفكرى الذى تعيشه مجتمعاتنا سنحاول توضيح هذا الامر البديهى عن طريق تعريف الدين والسياسة لنرى حتمية الامتزاج واستحالة الفصل بينهما
فالسياسة يمكن تعريفها على انها " فن حكم الدول والمجتمعات الانسانية " , وبالتالى فهى تهتم بما يمكن تسميته بمجال السلطة : كيف يتم التوصل اليها , وكيف يكون التصرف فيها و كيف تكون علاقة الفرد بها وشكل العلاقات التنظيمية بين انواع السلطة المختلفة سواء كانت قضائية او تنفيذية .
اما الدين يمكن ان نفهم رسالته وجوهره بسهولة عندنا نقرأ قول الله تعالى :
"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز "
فالدين ليس فرعا من فروع الحياة المتعددة ولا ملحقا ثانويا لحياة الانسان الدنيوية , يتعلق فقط بما بعد الممات وبالتالى ينفصل عن المجتمع وحياته , بل يهدف بالاساس لتقديم تصور عقلى وفكرى واقامة مجتمع متين محكم , وادارته بكل دقة ونجاح , ولو تمت تنحية الدين عن لعب هذا الدور صار اجوفا لا معنى له .
ومن خلال المقارنة بين تعريف الدين وتعريف السياسة نجد ان السياسة هى احد اهم مجالات عمل الدين وتطبيقه , والا فقد الدين هدفه وغايته وغرضه , وهذا كان واضحا فى أوامر الله الصريحة لرسوله الاكرم كقوله تعالى :
" انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
وقوله تعالى :
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل اليك "
بل وامتدت الاوامر الالهية بتطبيق الدين فى السياسة والحكم الينا كأمة مسلمة كقوله تعالى :
"اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء "
وقوله " ألم تر الى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به "
وقد سار الرسول الاكرم فى حياته مطبقا لهذه الاوامر الالهية فى أمور الدولة , فكان يتولى جميع ما يتعلق بولاة الأمور ويولى فى الأماكن البعيدة عنه كما ولى على مكة عتاب بن أسيد وعلى الطائف عثمان بن أبى العاص وعلى قرى عرينة خالد بن سعيد بن العاص وبعث عليا ومعاذا وأبا موسى الى اليمن وكذلك كان يؤمر على السرايا ويبعث على الأموال الزكوية السعاة فيأخذونها ممن هى عليه ويدفعونها الى مستحقيها الذين سماهم الله فى القرآن فيرجع الساعى الى المدينة وليس معه الا السوط لا يأتى الى النبى بشئ اذا وجد لها موضعا يضعها فيه وكان النبى يتسوفى الحساب على العمال يحاسبهم على المستخرج والمصروف كما فى الصحيحين عن ابى حميد الساعدى ان النبى استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقات فلما رجع حاسبه فقال هذا لكم وهذا أهدى إلى فقال النبى ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدى إلى أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى اليه أم لا والذى نفسى بيده لا نستعمل رجلا على العمل مما ولانا الله فيغل منه شيئا الا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته ان كان بعيرا له رغاء وان كانت بقرة لها خوار وان كانت شاه تيعر ثم رفع يديه الى السماء وقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قالها مرتين أو ثلاثا.
فهذه كانت ممارسة صريحة من الرسول لكل امور الحكم وتطبيقا لأحكام الدين فى مجالات السياسة فهل كان الرسول مخطئا فى هذا والعياذ بالله ؟
بل وكان تطبيق تعاليم الاسلام فى أمور الحكم والقضاء من توجيهات الرسول الصريحة للولاة , فعندما بعث معاذ بنجبل الى اليمن قال له : : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضي بكتاب الله قال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال : فبسنة رسول الله قال : فإن لم تجد في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله ؟ قال اجتهد رأيي ، ولا آلو قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
فكيف نقول اذا ان الدين لا يدخل فى السياسة والحكم ؟ كيف والرسول الاكريم يقول تصريحا ان الحكم من عرى الاسلام فى قوله عليه الصلاة والسلام " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة ، تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضا الحكم ، و أخرهن الصلاة "
ولقد سار على هذا النهج النبوى فى تطبيق الشرع واتباع الدين فى السياسة الخلفاء الراشدون المهديون فى أمور الحرب والقضاء والاقتصاد والمعاملات والعهود والمواثيق , وما وقع الانفصال بين الدين والسياسة الا عندما تولى أمر المسلمين أمراء جهلة بأمور الدين ففصلوا امارة الحرب عن أمارة القضاء , وتركوا الحكم بين الناس للقضاء العالمين بالشرع , وقدموا الخطباء لأمامة الصلاة , وانفردوا هم بادارة أمور الحرب والحكم , حتى أواخر القرن الثامن عشر عندما قدم على بلادنا الاستعمار الغربى , فبدأ بادخال المحاكم المختلطة التى تحكم بغير شرع الله , قم الغيت المحاكم الشرعية بالكلية , وساد الحكم العالمانى فى كل جوانب السياسة والحكم .
فالاصل فى الاسلام هو تطبيق الشرع واتباع الدين فى كل الشئون السياسية التى ذكرناها فى أول الموضوع , بل ان كل هذه المسائل معروفة فى الفقة الاسلامى تحت عنوان " الاحكام السلطانية " , ولو تصفح أحدنا أحد كتب الحديث أو الفقه لوجد ابوابا كاملة عن الامارة والقضاء والبيعة والحرب والمعاملات تتناول كل شئون السياسة ومجالاتها , فكل من يقول بفصل وتنحية واقصاء الدين عن السياسة اما يجهل معنى الدين أو لا يؤمن به .
اتمنى ان اكون قد أوضحت هذه المسألة بما يكفى , واعتذر ان قصرت فمثل هذه المسألة من الاتساع بما يحتاج الى كتب كاملة وليس مجرد مقال بسيط .
فالسياسة يمكن تعريفها على انها " فن حكم الدول والمجتمعات الانسانية " , وبالتالى فهى تهتم بما يمكن تسميته بمجال السلطة : كيف يتم التوصل اليها , وكيف يكون التصرف فيها و كيف تكون علاقة الفرد بها وشكل العلاقات التنظيمية بين انواع السلطة المختلفة سواء كانت قضائية او تنفيذية .
اما الدين يمكن ان نفهم رسالته وجوهره بسهولة عندنا نقرأ قول الله تعالى :
"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز "
فالدين ليس فرعا من فروع الحياة المتعددة ولا ملحقا ثانويا لحياة الانسان الدنيوية , يتعلق فقط بما بعد الممات وبالتالى ينفصل عن المجتمع وحياته , بل يهدف بالاساس لتقديم تصور عقلى وفكرى واقامة مجتمع متين محكم , وادارته بكل دقة ونجاح , ولو تمت تنحية الدين عن لعب هذا الدور صار اجوفا لا معنى له .
ومن خلال المقارنة بين تعريف الدين وتعريف السياسة نجد ان السياسة هى احد اهم مجالات عمل الدين وتطبيقه , والا فقد الدين هدفه وغايته وغرضه , وهذا كان واضحا فى أوامر الله الصريحة لرسوله الاكرم كقوله تعالى :
" انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
وقوله تعالى :
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل اليك "
بل وامتدت الاوامر الالهية بتطبيق الدين فى السياسة والحكم الينا كأمة مسلمة كقوله تعالى :
"اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء "
وقوله " ألم تر الى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به "
وقد سار الرسول الاكرم فى حياته مطبقا لهذه الاوامر الالهية فى أمور الدولة , فكان يتولى جميع ما يتعلق بولاة الأمور ويولى فى الأماكن البعيدة عنه كما ولى على مكة عتاب بن أسيد وعلى الطائف عثمان بن أبى العاص وعلى قرى عرينة خالد بن سعيد بن العاص وبعث عليا ومعاذا وأبا موسى الى اليمن وكذلك كان يؤمر على السرايا ويبعث على الأموال الزكوية السعاة فيأخذونها ممن هى عليه ويدفعونها الى مستحقيها الذين سماهم الله فى القرآن فيرجع الساعى الى المدينة وليس معه الا السوط لا يأتى الى النبى بشئ اذا وجد لها موضعا يضعها فيه وكان النبى يتسوفى الحساب على العمال يحاسبهم على المستخرج والمصروف كما فى الصحيحين عن ابى حميد الساعدى ان النبى استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقات فلما رجع حاسبه فقال هذا لكم وهذا أهدى إلى فقال النبى ما بال الرجل نستعمله على العمل بما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدى إلى أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى اليه أم لا والذى نفسى بيده لا نستعمل رجلا على العمل مما ولانا الله فيغل منه شيئا الا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته ان كان بعيرا له رغاء وان كانت بقرة لها خوار وان كانت شاه تيعر ثم رفع يديه الى السماء وقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قالها مرتين أو ثلاثا.
فهذه كانت ممارسة صريحة من الرسول لكل امور الحكم وتطبيقا لأحكام الدين فى مجالات السياسة فهل كان الرسول مخطئا فى هذا والعياذ بالله ؟
بل وكان تطبيق تعاليم الاسلام فى أمور الحكم والقضاء من توجيهات الرسول الصريحة للولاة , فعندما بعث معاذ بنجبل الى اليمن قال له : : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضي بكتاب الله قال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال : فبسنة رسول الله قال : فإن لم تجد في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله ؟ قال اجتهد رأيي ، ولا آلو قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
فكيف نقول اذا ان الدين لا يدخل فى السياسة والحكم ؟ كيف والرسول الاكريم يقول تصريحا ان الحكم من عرى الاسلام فى قوله عليه الصلاة والسلام " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة ، تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضا الحكم ، و أخرهن الصلاة "
ولقد سار على هذا النهج النبوى فى تطبيق الشرع واتباع الدين فى السياسة الخلفاء الراشدون المهديون فى أمور الحرب والقضاء والاقتصاد والمعاملات والعهود والمواثيق , وما وقع الانفصال بين الدين والسياسة الا عندما تولى أمر المسلمين أمراء جهلة بأمور الدين ففصلوا امارة الحرب عن أمارة القضاء , وتركوا الحكم بين الناس للقضاء العالمين بالشرع , وقدموا الخطباء لأمامة الصلاة , وانفردوا هم بادارة أمور الحرب والحكم , حتى أواخر القرن الثامن عشر عندما قدم على بلادنا الاستعمار الغربى , فبدأ بادخال المحاكم المختلطة التى تحكم بغير شرع الله , قم الغيت المحاكم الشرعية بالكلية , وساد الحكم العالمانى فى كل جوانب السياسة والحكم .
فالاصل فى الاسلام هو تطبيق الشرع واتباع الدين فى كل الشئون السياسية التى ذكرناها فى أول الموضوع , بل ان كل هذه المسائل معروفة فى الفقة الاسلامى تحت عنوان " الاحكام السلطانية " , ولو تصفح أحدنا أحد كتب الحديث أو الفقه لوجد ابوابا كاملة عن الامارة والقضاء والبيعة والحرب والمعاملات تتناول كل شئون السياسة ومجالاتها , فكل من يقول بفصل وتنحية واقصاء الدين عن السياسة اما يجهل معنى الدين أو لا يؤمن به .
اتمنى ان اكون قد أوضحت هذه المسألة بما يكفى , واعتذر ان قصرت فمثل هذه المسألة من الاتساع بما يحتاج الى كتب كاملة وليس مجرد مقال بسيط .
هناك 14 تعليقًا:
امتزاج طبعاً
و أظن كده الكلام واضح
الله ينور عليك
و اللي عنده سؤال يسألك و انت تفسر :)
عمنا الكبير
ماشاء الله عليك يامحمود
والله يامحمود لااعرف من فصل الدين اصلا عن السياسه واي استدلال استدل به ,واي منهج اتبعه
ان الدين والسياسه طوال التاريخ الاسلامي لم ينفصلا حتي ظهور الذئب الاحمق مصطفي كمال اتاتورك وانهيار الخلافه بعدها تغيرت المسلمت عند كثير من الناس بل وصار عمل الاسلاميين بالسياسه تهمه ولايجوز
ولسه معلق عند دكتور حر علي موضوع مشابه
ونقلت مقولة الشهيد سيد قطب
"انهم يريدون اسلاما امريكانيا يحارب الشيوعيه فقط ويستفتي في نواقض الوضوء فقط اما ان يحكم ويتحكم ويسود ويقود ويدافع كلا انهم لايريدون ذلك ,انها لحقا المهزله"
---------------
فعلا مهزله والله اذا وماذا يريدون من الدين بعد ذلك!
وجزاكم الله خير
السياسة الشرعية من عرى الإسلام لا يجهل ذلك إلا مفتون وتجدهم يقولون لا دين في الحياة أصلا
امممممممم طبعا من كلامك المكعبل ده وبما انك فاهم انى صحبة مرض فانا فهمت ههههههههههههههه من قبلك من الجعفرى واليعقوبى بالعند فيك هههههههههههههه
المهم بقى انا لما بقول كده كنت فاهمه حاجه غلط طبعا اللى انت قولته هو ده الصح واى حاجه فى حياتنا انا مؤمنه بيها انها جت اصلا من الاسلام بس اللى مكنتش فاهمه او فاكرة انهم هيجيبوا ناس داعيه اسلامى يمسكوه حاجات من السياسه فهمت بقى واوعى تضحك عليا احسن لك
وقد حكمت عليك انا آبى هانم بتنجانى بقفل باب النقاش فى موضوع فلسطين الذى قمت بالتحدث فيه وذلك لدواعى الحفاظ على صينية المصقعه
عملا بالمقوله الشهيره التى من اختراعى الهلامى الخزعبلى ان الاختلاف فى البتنجان لا يفسد للمصقعه صنيه وكى نحافظ على حق الشعب الدستورى فى هذا واحترام لوجهه جزرك وجزرى نقفل النقاش حفاظ على الصلصه موافق ام لا اكيد موافق انا عارفه ههههههههههههههه
بسم الله الرحمن الرحيم
مهندس مصرى
هو المفروض ان العقيدة تكون واضحة عند الناس ومش محتاجة كلام لكن هانعمل ايه بقى , واللى معترض يقول معترض ليه.
الفاتح الجعفرى
منور اخى الكريم
زى ماتقول اخى ان الناس بتتبع اهواءها مش منهج , مش عاجبهم الدين فيقولوا ندخله المسجد وبعد ما يدخلوه المسجد يقفلوا عليه ويهدموا المسجد فوقه ويريحوا دماغهم .
عصفور المدينة
صدقت استاذ عصفور المدينة عاوزين يلغوا الدين بالكلية
آبى
عموما انا هدفى كان التوضيح ومادام الاخ الجعفرى والاخ اليعقوبى وضحوا المسائل يبقى الحمد لله , وانا اقبل بقفل باب المداولة فى موضوع فلسطين والانتقال لجدول الاعمال .
الاستاذ محمود
تحية من عند الله مباركة طيبة
انا اتفق معك فى تحكيم شريعة الله فى الارض
اختلف معك فى مقولة انه لو تم تنحية الدين عن لعب هذا الدور ، يعنى لو فصلت السياسة عن الدين لصار اجوفا ، تقصد يصير الدين اجوفا لو لم تصبغ قوانين الحياة بصبغة الشريعة
فماذا عن المسلمين الاقلية فى اوروبا وامريكا هل دينهم صار اجوفا كونهم يعيشون فى مجتمعات تحكمها قوانين مستمدة من مصادر عديدة يغلب عليها اجتهاد البشر؟ لا اعتقد
اخى لا تظن انى لا اريد لشرع الله ان يسود فى الارض ، حاشا لله
فقط اريد ان اطرح قضية مقاصد الشريعة الكلية فى الحفاظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، وقضية تعدد مذاهب الفقة والتفسير والاختلافات الكثيرة فى التفاصيل بين المدارس والمذاهب
فلو اتفقنا على تمكين الشريعة الاسلامية لتطبيق ما اتفق عليه من احكام مستمدة من الايات المحكمة فى القران الكريم فى المواريث والزكاة والحدود الى اخره من الاحكام التى لا خلاف عليها والتى تخدم مقاصد الشريعة ، فستبقى مساحات اخرى شاسعة من انشطة الناس القديم منها والمستجد يحتاج الى فقه متفق عليه بين جمهور العلماء وهو غير متاح حاليا على حد علمى ويحتاج الى جهود مخلصة للاتفاق عليه وفى اعتقادى الشخصى ان سكوت القرآن الكريم عن التشريع المفصل والمحكم لكثير من المسائل انما كان من باب الرحمة والرفق بالناس بسبب ان الدين الاسلامى يصلح لكل زمان ومكان
وقد اجتهد الخلفاء الراشدون فى سياسة الامة ومثال ذلك فقه عمر بن الخطاب فى مسألة منع الزكاة عن المؤلفة قلوبهم وقوله لو استقبلت ما استدبرت من امرى لرددت فضول اموال الاغنياء على الفقراء كذلك خلاف عثمان مع باقى الصحابة فى كثير من الامور التى تتعلق بسياسة الناس وبدون اطالة اريد توضيح ان السياسة قابلة للاجتهاد والتغيير كتقييد المباح ولا ينقص ذلك من الدين فى شيء
ارجو ان يكون فى صدرك متسعا لكلامى ، وارجو منك دراسة طرح العلمانيون فى تخوفهم من تحكيم الشريعة والرد عليهم فى مسألتين
الاولى : انه لو وصل حزب دينى ما الى الحكم عن طريق الديموقراطية فسوف ينقلب ضد الديموقراطية على الفور وينفرد بالحكم مكفرا المعارضين
الثانية : حجة العلمانيون انه لو وصل الاسلاميين للحكم فسوف تكون معارضتهم امام الناس بمثابة الاعتراض على احكام الدين نفسها ، لأن الاسلاميين سوف يدعون ان لهم قداسة وان دستورهم ليس فقط مستمدا من الدين بل هو الدين نفسه
جزاك الله خيرا ولك وافر الشكر
والله انا احترت في الكلام ده يا اخ محمود
ولكن هذا لاينقص من مفهومي لشمولية الدين و قدسيته بالطبع
محمود
زغرط يا محمود وانت داخل مدونتى هتلاقى واحده اسمها آيه يهوديه اللى ينتقم منك وصلتوا اليهود لمدونتى عموما انا رديت عليها لو عاوز ترد تعالى بس اوعى لسانك يروح كده ولا كده انا الحمد لله اديتها بما فيه الكفايه
وزغرط انا بقيت انتيرناشونال واليهود هيستهدفونى ههههههههههههههههههههههه
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ راجى
احنا دلوقتى بنتكلم عن ان السياسة احد اهم مجالات تطبيق الدين , ويجب ان تكون السياسة محومة بالشرع , لكى يؤدى الدين وظيفته فى بناء الفرد والمجتمع , ولكن انا لا احكم على ايمان شخص لمجرد انه يعيش فى بلد لا يطبق الشرع , يعنى فى مصر مثلا لا نطبق الشرع لكن يجب ان نسعى ونجتهد لتطبيقه ولا انت عاجبك حال المسلمين المايل؟ انت شايف , دا بسبب ان الدين لا يقوم بدوره , ومهما كان التزامنا بالدين فى باقى النواحى نجد فشل فى نهضة اجتماعية بسبب غياب التوجيه السليم .
اما بالنسبة للمقيمين فى بلاد الغرب فهؤلاء حكمهم معروف شرعا اخى فى حال وجود بلد تطبق الشرع , والرسول قال انا برىء ممن اقام بين ظهرانى المشركين , فهل هم يقيموا فى بلاد الغرب ارتضاءا منهم بقيم الغرب ومعايشهم وحضارتهم ؟ ان كانوا كذلك فلا اتردد فى ان اقول ان ايمانهم اجوف ان لم يخرجوا منه بالكلية , فقبول شرع غير شرع الله دى مسألة مخرجة من الملة اخى وبدون ان اتهم بالتكفير ولا بالتشدد ولا بالارهاب , هذه من اساسيات الولاء والبراء .
بالنسبة للعالمانيين واعتراضاتهم التى اوردتها اخى احب ان الفت النظر الى ان العالمانيين اعتراضهم الاساسى هو حول مبدأ الحاكمية فى الاصل , فهم يرفضون تطبيق الشرع من حيث المبدأ , ويحاولوا ان يغلفوا هذا الرفض للشرع بطعنهم وشكهم فى الاسلاميين , لكن كى نكون واضحين لو وصل الاسلاميون للحكم هم ملزمون امام الله بتطبيق الشرع , ولا يجوز تنحية الشرع حتى لو اسقطوا فى اى انتخابات لاحقة , ماينفعش ان اليساريين يقولوا نلغى تطبيق الشرع بعد ذلك , لكن الاسلاميين كأشخاص ينحوا ويستبدلوا ويولى غيرهم لكن بشرط ان يلتزم الجميع بحاكمية الشريعة .
ميرميد
اعذرينى استاذتى ان اخطأت فى تعريب الاسم مش عارف معناه ايه .
وكمان مش عارف ايه اللى مسبب لحضرتك الحيرة تحديدا؟ ياريت حضرتك توضحى
آبى
انا رديت عندك وكله تمام بس الظاهر انها حذفت تعليقها من هناك ياريت تبقى تحطى الرابط بتاع مدونتها اصلى ماكنتش دخلت على مدونتها عاوز اتفرج بتقول ايه .
ومبروك العالمية عقبال ما تغزى باقى المجرة .
الاستاذ محمود
وما حكم الاوروبى او الامريكى الذى يعتنق الاسلام ، هل يفترض ان يهاجر الى بلد يطبق الشريعة والا خرج من الملة؟
ماذا عن فقة الاقليات الذى كتب فيه الشيخ القرضاوى
وفى بلادنا طبعا حالنا مايل متفق معك ولكن الا نجتهد اولا فى الاجابة عن الاسئلة المطروحة من اعداء الدين ؟
هو يقول لك انه لو اختلف معك فى السياسة فسوف تتهمه بالكفر لانك احتكرت المطلق ، فماذا يكون الحال لو فشلت الحكومة الاسلامية مثلا فى حل مشاكل المرور والغلاء وما الى ذلك من مشاكل الحياة اليومية هل ولو فرضنا اننا نعيش فى مناخ ديموقراطى ان سحب الثقة من هذه الحكومة الاسلامية سوف يصور على انه فشل للشريعة وفى هذه الحاله فلو جاءت حكومة يسارية او ذات خلفية مسيحية مثلا تطلب تعديل الدستور وصياغة قوانين السياسةبمايوافق هوى العلمانيين او المسيحيين فماذا يكون موقفنا نحن المسلمين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الاستاذ راجى
انا لم اكفر الذين يعيشون الان فى اوروبا سواء كانوا مسلمين اصليين او حديثى الاسلام , انا قلت من رضى بالعيش فى بلاد الكفر ارتضاءا منه بحضارتهم وقيمهم وشرائعهم فلا اشك فى كفره , واحد عاجباه القوانين الوضعية والقيم الغربية دا يبقى مسلم ازاى ؟ اما ما تكلم عنه الشيخ يوسف القرضاوى فهذا يختص بحال المقيمين فى بلاد الكفر وكيف يحافظوا على دينهم فى ظل مجتمعات غير مسلمة , لكن لو كان للاسلام دولة الاولى انهم يهاجروا لها لو لم يأمنوا على دينهم , يعنى فرنسا تلزم المسلمات بخلع الحجاب فى الجامعات ياترى يبقى كويس دا ؟
اما قولك فى حال فشل الحكومة الاسلامية فى اداء وظائفها فهذا فشل للقائمين على الامر وليس فشل فى الاسلام ولا فى الشرع , ولا مانع ان تسحب منهم الثقة ويولى غيرهم لكن يلتزم بتطبيق الشرع , ولا يقبل تعديل الدستور بحيث ينحى الشرع طبعا , يعنى ايه يبقى دستورنا عالمانى ؟ دى مسألة عقيدة اخى لا يمكن التنازل فيها , لكن يمكن تغيير الاشخاص بسهولة لكن لا تنحية للشريعة تحت اى ظرف طبعا .
اما مسألة الاختلاف فى السياسة فلو واحد طلع علينا وقال انتم مش عارفين تطبقوا الاسلام صح وانتم خالفتم الاسلام والشريعة فى نقاط كذا وكذا وكذا او قال ان الاداء الادارى والاقتصادى كان ضعيف وانه لا توجد قدرة على اتخاذ القرارات السليمة مثلا هذا لا يمكن ان يكفر مطلقا , لكن واحد يقول الاسلام لا يصلح للتطبيق ويطالب بأن نلقى الشرع خلف ظهورنا فأنا اسألك اخى انت رأيك انه مسلم ؟
لا طبعا هو عدو للاسلام كما وضحت فى تعليقى ولكن كيف نبطل حجته هذه ؟
اعتقد ان تكون مباديء الاسلام ممثلة فى تحقيق مقاصد الشريعة هى ملهمة المشرعين فى صياغة القوانين التى تحكم تفاصيل الحياة ، وليس بالضرورة الدخول فى تفاصيل التفاصيل حتى لا نصطدم باختلاف المذاهب من ناحية ومن ناحية ثانية حتى لا نعطى لاعداء الاسلام تكئة لمهاجمة الدين فى حال فشل التنفيذيين فى اصلاح حال البلاد والعباد
هذا طبعا مع استثناء الحكم بما ورد فيه ايات محكمات فى شئون المواريث والحدود والاحوال الشخصية
وبقى ان نختلف حول المسلم الذى يعيش فى بلاد تحكمها قوانينها المستمدة من اصول غير اسلامية فالنظرة الواقعية للامور انه يجب التماس الاعذار له بدون ان نشق عليه ، فهو فى حكم المضطر فى العيش فى هذه البلاد ولو كان الامر كما تقول لكنا اولى الناس بمغادرة مصر والهجرة ولكن الى اين ؟
الصديق العزيز
احييك على المدونة الرائعة المحترمة
ربما هذا هو أول تعليق لديك
لكن ان شاء الله سأكون متابعا جيدا لمدونتك
ثم اشكر حضرتك على التوضيح الخاص بموضوع خانة الديانة فى البطاقة الشخصية
لان فعلا ان وضحت نقطة كانت غائبة عنى وهى مهمة جدا فى النقاش حول حذف خانة الديانة .. وهى حرص معظم الاخوة المسيحين على اظهار هويتهم المسيحية مما يضعف من موقف المنادين بالحذف تجنبا للاضطهاد
اشكرك جزيل الشكر
وتقبل تحياتى
أحمد الصباغ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الحبيب راجى
اولا اعتذر عن التأخر فى التعقيب
هو المسلم فى بلاد الكفر فى حكم المضطر مادام لا يوجد بلد اسلامى يقيم الشرع , لكن لو اقيم الشرع فى بلد اسلامى وامن فيه الناس على دينهم وارواحهم واموالهم واعراضهم وجب عليه الهجرة اليها لأنه لا يجب ان يكون هناك شىء اعز على الانسان المسلم من دينه , فان منع من تربية ابناءه طبقا للشرع ومنعت البنات من ارتداء الحجاب وحرم نظام المواريث الاسلامى وغيرها من الامور التى لا تخفى على احد فيجب ان يرحل لدار الاسلام التى تقيم الشرع .
احمد الصباغ
اهلا بحضرتك فى المدونة ونورت
واتمنى انها لا تكون اخر زيارة وشكرا على التعقيب
إرسال تعليق