الخميس، 14 فبراير 2008

مرحلة ما بعد عماد مغنية

اول ردة فعل لأغلب المتابعين للأخبار السياسية كانت التساؤل عمن قتل عماد مغنية , لكن هل حقا مهم ان نعرف من قتل عماد مغنية؟ أرى ان الاهم هو ان نعرف ماذا سيتبع اغتياله , فالتساؤل الاول لا قيمة له لدى قيادة حزب الله – المعنى الاول بهذا الاغتيال – التى تقف موجهة كل قواها وجهدها تجاه عدو واحد صريح هو العدو الصهيونى , فأى ردة فعل بالتأكيد ستكون موجهة فى هذا الاتجاه , لأن اى هجوم على حزب الله سيكون سببه الاساسى هو وجهته هذه , سواء كان الهجوم عليه من الداخل ام من الخارج , فلا يهم مصدر الهجوم بقدر اهمية سببه , وسبب هذه العملية وغيرها من العمليات هو موقف حزب الله من الكيان الصهيونى .
واعتقد ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد اوضحت تماما هذا الامر , فلا انجرار لفخ نصبه له الصهاينة بالتعاون مع قوى سياسية داخل لبنان , بهدف توريط حزب الله فى حرب اهلية , كرز بها وليد جنبلاط منذ ايام قليلة , ولا الانسياق وراء ردة فعل عاطفية قد تهز صورة حزب الله او تؤدى به لفقدان زمام المبادرة والسيطرة الكاملة على مواقيت واماكن المعارك , فالكيان الصهيونى اراد ان يضع حزب الله بين شقى الرحى , فيتورط فى حرب اهلية مع قوى الاكثرية النيابية وينضغط تحت وطأة هجوم صهيونى خارجى , تماما كما فعلوا مع المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية فى حرب العام 1982 , لكن السؤال الذى يطرح نفسه وبقوة هنا هل سيقدم قادة الاكثرية النيابية على ما لم يتدنى له قائد حزب الكتائب اللبنانى فى ذلك الوقت بشير الجميل حين رفض الدخول فى حرب ضد منظمة التحرير الفلسطينية اثناء الاجتياح الصهيونى للبنان رغم اتفاقه المسبق مع رئيس الوزراء الصهيونى مناحم بيجن ؟ اعتقد ان قوى الاكثرية النيابية لن تتورع عن السقوط فى حمأة الخيانة المفضوحة التى عف عنها السفاح بشير الجميل , لسبب بسيط وهو تمتعها بغطاء من القوى السنية متمثلة فى تيار المستقبل , التى تقاد بمعرفة شاب اغر ساذج لا يقدر ان يجعل الدور السنى فى لبنان هو الدور المحورى الذى تدور حوله الحياة السياسية فى لبنان كما كان دأبها دائما , فطوال عمر الدولة اللبنانية كان الدور السنى هو حلقة الوصل بين كل الاطراف والطوائف , وكانت دائما تقف فى منتصف الساحة اللبنانية , حتى فقدت بوصلتها وهويتها ودورها وريادتها وضاعت بين الامواج المتلاطمة .
وان كنا ندرك مدى ضعف القيادة السنية الحالية التى كانت دائما هى صمام الامان للدولة اللبنانية , فاننا نراهن على براعة وقدرة قيادة حزب الله على ادارة دفة الحرب بحيث تجنب لبنان شرور الاقتتال الداخلى , واعتقد ان حزب الله يدرك حتما خطورة مثل هذه الحرب عليه وعلى لبنان وعلى المنطقة ككل , ولذلك المرجح ان حزب الله سيلجأ لنفس التكتيك الذى لجأ اليه مسبقا فى حرب تموز , وهو الدخول فى مواجهة عامة مع الكيان الصهيونى ( سماها الامين العام بالحرب المفتوحة ) توحد كل القوى اللبنانية تجاه هدف اساسى وهو التصدى للعدوان , وحتما ستضيع اصوات الاقزام امثال جنبلاط وجعجع والجميل وغيرهم من غربان الفتن الداخلية وسط هذه الحرب , وهذا كان واضحا فى ذكر السيد حسن نصر الله ان عشرات الالاف من مقاتلى الحزب مستعدين للتصدى لأى هجوم صهيونى متوقع , وذكره ايضا قدرة الحزب على خوض الحرب مع الكيان الصهيونى بنفس اسلوبه المفتوح .
وان كانت اسرائيل ( ومعها امريكا ) قد وعت الدرس من حرب تموز الماضية , فانها حتما ستحجم عن الرد على اى عملية انتقامية يقوم بها حزب الله , وقد تكتفى بعملية قصف مدفعى وجوى فقط لمناطق معينة من جنوب لبنان , وبهذا سيفقد دعاة الحرب الاهلية داخل لبنان الدعم الصهيونى وسيكونوا اجبن واضعف من ان يشعلوا مثل هذه الحرب , اما لو صدق قول السيد حسن نصر الله سابقا عن كون هذه الحكومة هى اغبى حكومة للكيان الصهيونى فسوف تتورط اسرائيل فى حرب مباشرة مع حزب الله , وعندها سيتحتم على الصهاينة ان يدخلوا حربا واسعة النطاق , لن يكفى فيها الدخول لبضعة كيلومترات ولا حتى الوصول لنهر الليطانى , لكن سيتحتم عليهم ان يصلوا الى الضاحية الجنوبية , لكن سيضطر للاعتماد على حلفائه الداخليين اعتمادا حتميا , وتعاون هؤلاء الحلفاء معه سيكون كفيلا بتدميرهم سياسيا وشعبيا , وسيفقدون عندها الغطاء الشعبى الذى يوفره لهم السنة داخل لبنان , ولعل هذا ما يريده حزب الله , توريط اسرائيل فى حرب واسعة اعدوا لها العدة اللازمة تخسر فيها اسرائيل اكثر بكثير مما يمكنها ان تحتمل , وفى نفس الوقت يسقط كل حلفاء امريكا والمشروع الغربى فى الداخل اللبنانى , وعلى اى الاحوال فأعتقد ان الظروف الان مناسبة جدا لتحقيق انتصار تاريخى لكل قوى المقاومة فى المنطقة , لتكون بداية النهاية لمرحلة شديدة الاظلام من تاريخنا , نسأل الله ان ينصر جنده المجاهدين فى كل مكان من لبنان الى فلسطين الى العراق الى افغانستان والشيشان وكشمير والفلبين وغيرها من ديار الاسلام .

هناك 6 تعليقات:

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

أتفق معك في كل ما ذهبت اليه

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Empress appy يقول...

والله انا بس عاوزة اقول حاجه ان هما لو اخترقوا من بره تبقى مشكله اما الباقى اتفاق يا ريس معاك وبعدين مين الاستاذ اللى ماشى يوزع طماطم هنا الله يكرمك شيل الكلام ده احسن الاستاذ الغير معروف

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
اشكرك يا باشمهندش على الاتفاق ويارب دايما .
بصراحة يا استاذة ابى مسألة الاختراقات الامنية دى سواء كانت من داخل الحزب او من خارجه فهى واردة فى كل التنظيمات مهما بلغفت قوتها بل حتى فى اجهزة المخابرات العالمية , وهذه الاختراقات لا يكون لها اى تأثير على المواقف الاستراتيجية , وبالتالى هى بالاساس اولوية امنية لدى الجهات الامنية لحزب الله ولا تجاوز هذا الحد فى رأيى و وشكرا برضه على الاتفاق ويارب دايما .
اما بتاع الطماطم دا انا مش عارف ايه اللى تاعبه اوى كده مع انى لسة جديد فى عالم التدوين وماتخانقتش مع حد لسة . لكن نسيبه يوزع براحته نسأل الله له الهداية .

محمود المصرى يقول...

بعد المراجعة ارتأيت ان اخذ برأى الاستاذة ابى وقررت حذف كلام بائع الطماطم دا .

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

والله انا شايفة ان الموضوع دة بالذات ممكن يكون مدبر من الناس اللي الواحد ما كانش اصلا بيشوفهم بتصريحات عليها القيمة ايام حرب لبنان الاخيرة زي جنبلاط وجعجع وغيرهم وبالطبع باتفاق مسبق مع الصهاينة ودة بالفعل علشان اثارة الشعب على حزب الله
وربنا يثبت الحق يارب
المشكلة ان اي حاجة تحصل تبص تلاقي ابن الحريري طالع من جحره يقولك مفيش غير سوريا هي اللي عملت كدة
وايام الحرب طبعا الناس عمالة تتبهدل وهمة في ابراجهم العاجية عاملين يقولوا شعارات
تصريحتهم الاخيرة بيقولوها من ورا الزجاج ما تعرفش علشان تحميهم من المطر ولا من الاغتيالات والناس غرقانة في الشوارع
للاسف جنبلاط وجعجع وابن الحريري رايي الشخصي عنهم انهم عملاء
بوست جميل وتحليلك رائع
دمت بخير اخي