الاثنين، 1 يونيو 2009

Bienvenue à la civilisation des libérals

عندما يصطدم دعاة الليبرالية بثابت من ثوابت الاسلام فانهم عادة ما يلجأوا الى تسميته تسميته بتسميات أُخر لكى لكى يطلقوا العنان لأنفسهم فى مهاجمته متجنبين التصريح بمعاداة الاسلام وتعاليمه , فلو ارادوا مهاجمة الجهاد سموه بالبن لادنية وعندما يهاجموا اى من اركان التوحيد سموها بالوهابية ولو رغبوا فى رفض الحاكمية سموها بالقطبية , وفى اخر صيحة لاستخدام هذا الاسلوب ينتقد محمد سلماوى فى مقاله المنشور بالعدد السابق من الاهرام ابدو منتقدى ورافضى العرى والتحلل متمثلا فى الرقص الشرقى مسميا موقفهم هذا بالطالبانية .
فالرجل يرى ان الرقص الشرقى يجب ان نتمسك به وننشىء المدارس لتعليمه لا ان نمنعها , وقدم لهذا الطرح عدة دفوع اولها ان الرقص الشرقى هو عمل فنى شعبى يضرب بجذوره فى التاريخ وصولا الى زمن الفراعنة حيث ان الجداريات تصور الراقصات يلبسن نفس زي راقصات اليوم , كما انه فن تناقلته الاجيال عبر الزمن منذ الفراعنة وصولا الى زوبة وحكمت فهمى وتحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد , وقد حاز هذا الفن اعجاب وتقدير العالم اجمع حتى فتح المدارس لتدريسه بينما نحن نرفض فعل هذا .
وقياسا على هذا المنطق فيجب علينا ان نقدر كل لون من الوان الفنون التى تصل الينا من الفراعنة فمثلا التصوير الاباحى (pornography ) له وجود قوى فى العصر الفرعونى بما يعود لعصر الرعامسة منذ اكثر من الف عام قبل الميلاد , وله شواهد عديدة على الجداريات الفرعونية , فهل يرى سلماوى بوجوب احياء هذا الفن التراثى العريق ؟ ام انه لا يعبر عن السجية المغروسة داخل هذه الامة؟ ام ياترى يراه لا يحوز اعجاب العالم وتقديره هذه الايام ؟ ام انه ينتظر الوقت المناسب لاطلاق صيحته الداعية لأحياء هذا الفن الفلكلورى العبقرى؟
ولكى يقطع الطريق على كل من يظن بالرقص والراقصات ظن السوء او من تسول له نفسه ان ينظر اليهن نظرة متدنية او شاكة فيهن وفى عملهن فهو يؤكد ان الرقص مثله مثل اى مهنة اخرى يمكن ان يتم الارتقاء بها الى اعلى مستويات الحرفية كما فعلت فريدة فهمى فى ستينات القرن الماضى او ان يستخدم كوسيلة للكسب السريع , وهو بالطبع يدعم النوع الاول من الرقص الاحترافى المحترم الذى يكون من البيت للكباريه ومن الكبارية للبيت .
ثم ينتقل سلماوى بعد ذلك الى انتقاد النظرية القائلة بمنع الرقص لما يترتب عليه من مضار , وكأن الرقص فى ذاته خير محض , او كأن العرى وهز الوسط والبطن والارداف لا شائبة تشوبه , انما هؤلاء الطالبانيين الذين يدعون لمنعه ومنع انشاء مدارس لتعليمه انما يحتجون فقط بأنه قد تترتب عليه مضار , وبالتالى فهم يشبهون طالبان عندما منعت تعليم البنات لما يترتب عليه من مضار وادى تفكيرهم هذا الى ان اصبحنا البلد الوحيد الذى ذبح الخنازير دون ان ننجح فى منع انتقال الانفلونزا بين البشر .
ولكن القياس هنا فاسد فالرقص الشرقى هو فاسد فى اصله ولا تترتب عليه اى منفعة فتحريمه انما لما فيه من عرى واثارة للغرائز لا ينكرها الى اعمى او مخنث , اما تعليم البنات فله من المنفعة مالا ينكر , وسواء كان موقف طالبان صحيحا او خطأ فان تصرفها بنى على قاعدة تدافع المصالح والمفاسد اما منع الرقص الشرقى فلا ينطبق عليه هذه القاعدة انما هو محرم لذاته وليس محرم لغيره , اما بالنسبة لذبح الخنازير فهى وان لم تمنع انتقال المرض من الانسان للانسان فهى منعت احد الطريقين للعدوى وهو من الخنزير للانسان , وهذا اسلوبمعروف لمكافحة اى جائحة , فلو انتشر الطاعون ينصح بابادة الفئران رغم ان هذا الاجراء لن يمنع من انتقال الطاعون بين البشر لكن يقلل فرص وسرعة الانتشار .
ولكى يقطع الطريق على هؤلاء الاسلاميين الطالبانيين فهو يدعى ان الرسول كان يقدر الموسيقى والغناء وكل فن رقيق l’art raffiné , ويدعى ان هذا ورد فى عدة احاديث مستشهدا بدليل من عنديات امه ان الرسول عند دخوله المدينة استقبلوه بالعناء والموسيقى , ورغم ان تحريم الموسيقى والتصوير والنحت ورد فى احاديث عديدة اشهر من ان يحكى فهو يزعم ان منع الرقص الشرقى انما مرده الى اننا فى زمن طالبان وليس فى زمن الرسول , كأنه يود ان يقول ان الرسول – والعياذ بالله – كان سيقر تحية كاريوكا او نجوى كرم على رقصها الراقى المحترم الرقيق .
ان هذه العقلية هى نموذجا واضحا لما يمكن ان نستشرفه من ملامح الحضارة الليبرالية التى يدعون لها , فسوف يبذلون قصارى جهدهم لاعادة احياء تراث الهشك بشك الذى يمثل الواجهة الحضارية لمصر والرسالة الاخلاقية التى تتكفل بنشرها فى العالم اجمع , كما سيعملون على السماح بكل محرم مع محاربة شروره دون منعه , فالدعارة لابد من السماح بها اذ ان منطق منع الشىء لشروره هو امر لا يمت للعقل المنفتح بصلة , انما يمكن تنظيمه بما يمنع انتقال العدوى واختلاط الانساب من خلال استخدام الواقى الذكرى ووسائل منع الحمل المختلفة , كما يجب ان يكون هذا على اعلى مستوى من الاحترافية حتى يكون هناك عاهرات محترفات ترتقى بمهنة الدعارة الى ارقى درجات الاحترافية المهنية بعيدا عن الابتذال والتدنى .

هناك 6 تعليقات:

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

إيه ده ؟
هو إنت تعرف فرنساوي ؟
و لا بترجمة جوجل ؟

يا سيدي دي ناس قليلة الحياء
و الدين مش في دماغهم أصلاً

mido يقول...

متفق معاك تماما فى كل كلمة

عدا هذا الجز


تحريم الموسيقى والتصوير والنحت

mido يقول...

* الجزء

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الباشمهندس

لا تعتمد على اى ترجمة الكترونية بأى شكل
هما فعلا قليلة الحياء والادب كمان ولكن اللى غايظنى رغم انهم زى ما بتقول الدين مش فى دماغهم عاوزين يقنعونا ان الدين بيقول اللى هما بيقولوه

ميدو

احنا مرجعنا الاحاديث اخى
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/132.htm

Unknown يقول...

السلام عيكم ورحمة الله
اخي تشرف بالدخول الى مدونتكم الكريمة ولم اتوقع كل هذا العلم الغزير والتحليل الجليل الماتع الرائع وكل هذه الثقافة الموسوعية والادب الجم الذي كيف يمكن ان تتناول موضوعيمس هذا المافون سيد القمني وتحتفظ بهدوئك أكرمك الله وزادك فضلاً علماً

Unknown يقول...

السلام عيكم ورحمة الله
اخي تشرفت بالدخول الى مدونتكم الكريمة ولم اتوقع كل هذا العلم الغزير والتحليل الجليل الماتع الرائع وكل هذه الثقافة الموسوعة والادب الجم0الذي تحسد علية. كيف يمكن ان تتناول موضوع يمس هذا المافون سيد القمني وتحتفظ بهدوئك أكرمك الله وزادك فضلاً وعلم