مصريون ضد التمييز

قرأت البيان الختامى لمؤتمر مصريون ضد التمييز الدينى فى هذه المدونة , وكانت لى بعض الملاحظات على هذا البيان اوضحها فيما يلى :

1- اصطبغ البيان بصبغة تكاد تتقارب مع نفس مقررات مؤتمرات اهباط المهجر , سواء على مستوى الصياغة اللغوية او المضمون نفسه , فالبيان هو ببساطة هجوم على كل ما هو اسلامى , ودعوة صريحة لحصر الاسلام فى المسجد والاغلاق عليه داخله , وقد تكلمنا فى هذه النقطة وقلنا ان الاسلام هو المنظم لكل علاقاتنا كمسلمين مع بعضنا ومع غير المسلمين , وان كان غير المسلمين لا يريدون الاسلام ان ينظم علاقاتهم مع بعضهم البعض فهذا شأنهم ولهم مطلق الحرية فى الاحتكام لدياناتهم وشرائعهم فى شئؤنهم البينية , وهذا ما نصت عليه الشريعة , فما سر الهجوم المتواصل على الاسلام بهذه الصورة , وما سبب الالحاح على تنحية الاسلام بصورة كاملة من الساحة وكأننا لسنا بلدا مسلما ؟
2- تناول المؤتمر مسالة التعليم فى مصر , وادعى ان الفكر الرجعى المتعصب – ولا ادرى من يقصد – قد سيطر على المزارة , وجعل مقررات اللغة العربية تحوى على نصوص اسلامية , ولا اعلم بأى حجة ممكن تبرير هذه الكلمة الحمقاء , فأى دارس للغة العربية لابد له ان يقرأ القران واشعار العرب الجاهليين وفى صدر الاسلام وفى كل العصور اللاحقة , وهذا شىء طبيعى فى اى لغة فعندما درست اللغة العبرية كنت اقرأ نصوصا كاملة من العهد القديم , ولم اشكو ان هذه دعوة لتهويدى او محاولة لزرع عقيدة الاخرين فى داخلى وكل هذا الخبل المدفوع اساسا بكراهية اصيلة للاسلام واهله , حتى صارت الدعوة صريحة لالغاء كل ما هو اسلامى .
3- وانتقل البيان لتناول التمييز فى الوظائف محتجا بأرقام الوظائف فى النيابة والجامعات وغيرها من الاماكن , وانا استغرب من هذا المنطق , فلو نظرنا لأى احصاء رسمى سنجد ان المسيحيين فى مصر حوالى 6 % , فهل تريد لهذه النسبة ان تحتل نصف الوظائف مثلا ام ماذا ؟ ثم ان الدعوة اساسا لأعطائهم حصة ثابتة هى عين الطائفية والعنصرية , اما حادثة عدم تعيين احد المسيحيات كمعيدة فى كلية الطب فهذا يحدث مثله عشرات الحالات التى اعرف بعضها شخصيا من المسلمين ولجأوا للقضاء وبعضهم حصل على احكام نافذه وبالبعض الاخر لم يحصل , وللعلم ليس منهم منتمين لأى اتجاهات اسلامية سياسية , فلا يمكن اعتبار ان حادثة كهذه تمثل حالة اضطهاد وتمييز منهجى .
4- بالنسبة للتمييز الاعلامى الذى تكلم عن مسألة تكفير غير المسلمين , اقول وبكل وضوح ان من لوازم الايمان فى الاسلام هو الاعتقاد بكفر غير المسلم مسيحيا كان او يهوديا او بوذيا او ملحدا , وهذا لا علاقة به لا بالتعصب ولا بالاضطهاد , كما ان المسيحيين يعتقدون بأن الاسلام دين باطل , ولا يعنينى ما جاء فى المجمع المسكونى الفاتيكان الاخير , واللى مش عاجبه يخبط راسه فى الحيط .
5- بالنسبة للتوصية بتعديل المادة الثانية للدستور هى بالفعل تحتاج لتعديل حتى تصبح فاعلة بحق , وتصبح الشريعة الاسلامية هى مصدر التشريع وليس مبادئها فقط مصدر رئيسى للتشريع , واى محاولة للعبث بهذه المادة تجاه الغائها او مساواة الشريعة الاسلامية بباقى الشرائع بهدف تنحيها فى النهاية هى محاولة لأشعال الفتنة الحقيقية , وانا استغرب ما شأن المسيحيين ان تحكمنا كمسلمين الشريعة الاسلامية ؟ انا مش فاهم بصراحة يعنى واحد مسيحى ماله هو وما يضيره ان تحاكمنا كمسلمين لشريعتنا وديننا حاجة عجيبة .
6- استغربت جدا من الزج بأسم مبادرة ( معا امام الله ) فى مقررات هذا المؤتمر , فكما فهمت ان المبادرة هدفها تنظيم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين على المستوى الانسانى , فى اطار ايمان كل طرف , فأنا كمسلم اعامل المسيحى كما امرنى دينى , والمسيحى يعامل المسلم كما امره دينه , فى اطار من البر والقسط وتواصل الانسانى , فلا الاسلام يدعو لغير هذا ولا المسيحية قالت بغير هذا , اما لو كانت المبادرة تهدف فى النهاية الى الوصول لتنحية الشريعة وعلمنة الدولة ومهاجمة الاسلام وغير ذلك من المكتوب فى مقررات هذا المؤتمر فأنا اعلن معارضتى لها , واتمنى ان يوضح القائمون على المبادرة موقفهم الصريح من هذا البند تحديدا الذى ادرجت فيه المبادرة , ولا يهمنى موقفهم من مقررات المؤتمر ككل لكن هل اود ان افهم هل المبادرة معناها الوصول لمثل هذه المقررات ؟
7- بالنسبة لالغاء خانة الديانة من البطاقة مازلت لا افهم مغزاها او فائدتها , لأن المسيحيين ببساطة احرص على كشف انتمائهم الدينى اكثر من المسلمين , وليست خانة الديانه هى المشكلة , فيكفى ان تنظر الى الرسغ لتجد الصليب المدقوق , او السلسلة المعلقة فى الرقبة , بل حتى يكفى النظر الى خانة الاسم , واكيد ستجد جرجس او مينا او حنا او مايكل , ياترى هل سيطالبوا بالغاء خانة الاسم من البطاقة ايضا؟
اكتفى بهذا القدر من التعليق وفى النهاية اؤكد على ان مثل هذه الدعوات المستفزة هى فى الاساس تؤدى الى اشعال التوترات الطائفية وخلط الاوراق , واتمنى ان يتحلى المسيحيون بالحكمة الكافية لأدراك هذه الحقائق .
وفى النهاية اقول
عاشت مصر اسلامية .