الأحد، 13 أبريل 2008

غزة دائما

فى ظل انشغال الرأى العام المصرى بالشأن الداخلى وبمتطلبات الحياة الاساسية تواجه غزة الان حصارا كاملا وتضييقا يصل الى حد الخنق , ولن اتكلم عن واجبنا تجاه فلسطين وعن كون الدعم والمساندة واجب حتمى علينا , فمن لا يدرك هذا يفتقد لأبسط المقومات العقلية التى تجعله مسئولا .

لكن احب ان اتناول الوضع من الناحية السياسية , فالحصار الاسرائيلى المصرى على قطاع غزة بتشجيع من السلطة فى رام الله مستهدف به فى الاساس حركة حماس , فالثلاثة مجمعين على ضرورة كسر حركة حماس واسقاطها , ولذلك يتم الضغط الان على حماس من خلال تعقيد الامور امامها وتعجيزها عن القيام بمسئولياتها تجاه الشعب الفلسطينى المحاصر , حتى تتخلى عن السلطة وتنسحب تماما من الحياة السياسية , ويعود ابو مازن وحاشيته الى غزة بغطاء عربى مصرى , او ان تضطر حماس الى قبول شروط الرباعية والسقوط فى مستنقع الاعتراف بالكيان الصهيونى وتسلم كل اوراق قوتها وتعطى الفرصة لأبى مازن لكى يقوم بتصفية المقاومة ككل .
وفى ظل هذا المازق الذى تواجهه حماس نستطيع ان نقول ان دور مصر هو دور رئيسى وجوهرى فلو فتحت مصر معبر رفح لأنهار الحصار بالكامل , ولقوى موقف حماس فى مواجهة الكيان الصهيونى وسلطة رام الله التابعة له , لكن الحكومة المصرية تنبهت جيدا لهذه المسالة واعدت الرأى العام لمواجهة اى اقتحام للمعبر مرة اخرى , فالاضافة الى انشغال الرأى العام المصرى بالخبز وبشأنه الداخلى شنت الصحف القومية حملة شرسة على حماس مهدت الطريق لأطلاق يد الحكومة المصرية فى التعامل بقسوة وشراسة مع اى فلسطينى سوف يعبر الحدود , واعتقد ان مسألة فتح المعبر بالقوة من الجانب الفلسطينى سيكون خطأ فادح ترتكبه حماس لأنه سوف يقطع الطريق امامها من اجل التحرك السياسى , وسيعطى حجة للحكومة المصرية للامعان فى ضرب حماس وحصار الشعب الفلسطينى , فالموقف الان مختلف عن المرة السابقة التى كان فيها الشعب متعاطفا مع غزة وكان يتمنى ان يفتح المعبر , وشكل عامل ضغط على الحكومة كبل يديها , لكن هذه المرة الوضع يختلف وقادة حماس ادركوا هذه النقطة جيدا ونفوا اى محاولة لتكرار ما حدث .
وبالتالى فعلى حماس ان تتصرف فى هذا الموقف تبعا للمتاح وليس تبعا للمفترض , فأعتقد ان الحل الوحيد امامها هو ان تعمل على اشعال انتفاضة ثالثة تشمل الضفة والقطاع وكل فلسطين , وتعيد العمليات الاستشهادية لقلب الكيان الصهيونى , فهذا كفيل بأن يقفز بالقضية للدرجة الاولى من الاهتمام العربى والدولى , وعندها سيشكل الموقف الشعبى المصرى والعربى عامل ضغط يجبر مصر على فتح المعبر وتوصيل المواد الضرورية , ويبدو ان حركة حماس قصدت هذا عند التهديد بالانفجار , لكن مازالت تأمل ان يتم فك الحصار دون اللجوء للانتفاضة كحل اخير .وفى النهاية المعول الاساسى هو الشعب الفلسطينى ومدى تمسكه بأرضه وحقوقه , ومدى وعيه وادراكه للقضية ومدى استعداده للتضحية فى سبيل حقوقه , والشعب الذى يموت منه العشرات يوميا بالصواريخ لا اتصور انه سيتخلى عن قضيته خوفا من الموت جوعا

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

مدونه جميله جدا يا محمود والى مزيد من التقدم

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

و جاري العمل بسرعة شديدة للإنتهاء من بناء جدارين مانعين للإقتحام على طول الحدود بين مصر و غزة بطول 11 كم
و قد أكدت جريدة الدستور أن تكلفة الجدارين مع نظام كشف الأنفاق الحديث الذي قام سلاح المهندسين الأمريكي بتدريب حرس الحدود المصري عليه و تزويده بروبوتات و معدات حديثة للغاية
بلغت التكلفة 44 مليون دولار

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم اخي محمود
طبعا عمالين نحشد جهودنا وعمالين يشغلونا عن المهم هو دة المطلوب
عمالين يدفعونا تمن تجويع غزة وحصارهم وبيدفعونا تمن عزلتهم بالجدار وحسبي الله ونعم الوكيل
دمت بخير

اوعى تفكر يقول...

يعتبر انت من الناس القليلين اللى
كتبوا فى ظل الاوضاع الحاليه عن غزه
فجزاك الله خيرا يا أخى
اولا
مبارك عمره ما هيمد ايده لحماس
بل بالعكس ممكن يحمل تحالف ويقوده
هو ضدها
مبارك لم ينسى ان حماس اخوان مسلمين
اللى يعتبروا اعداءه اكتر من اليهود
كمان مبارك خايف من المد الاسلامى
اللى ممكن يعمل زعزعه للحكم
ثالثا
يعتبر مبارك متشابه الى حد كبير مع عباس الاتنين مصلحتهم مع امريكا واسرائيل لانهم اولياء نعمته وحلفائه
ولولاهم لما كانوا فى الحكم لحد الان

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

سحس

اهلا بيك يا سحس منور

مهندس مصرى

فى الاجراءات الامنية تتدفق الاعتمادات المالية دون النظر الى ارتفاع الاسعار العالمية او الازمات الاقتصادية الخانقة التى تعصف بالكرةالارضية هذا هو دابهم دائما

عاشقة النقاب

حسبنا الله ونعم الوكيل , واتمنى ان ينتبه الشعب المصرى لما يحدث حوله ولا يغرق فى مشاكله الداخلية فقط لأن ما يحدث فى فلسطين يؤثر مباشرة على مصر .

اوعى تفكر

اهلا بيك اخى , وبالنسبة لغزة فلابد ان نهتم بكل المسلمين فى العالم الاسلامى حتى فى احرج الاوقات وفى زمن الازمات الداخلية .
ولعل عقدة النظام من كل ما هو اسلامى يلعب دورا كبيرا فى طريقة اتخاذه للقرارات وربنا يشفى كل مريض .