عرض على احد الاصدقاء مقال لشخص اسمه حازم عرفة وعرف نفسه على انه ناشط سياسى ومصمم اسلامى وان كنت لا اعرف الفرق بين المصمم الاسلامى والمصمم العالمانى فأنى اشرف بالرد على مقاله الذى انتقد فيه الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل , وسوف اورد الرد على كل نقطة تحتها مباشرة .
لماذا أرفض أبو إسماعيل رغم أنى إسلامي؟
-------------------------------------------------------
مبدأيا تعريفي لكلمة إسلامي :
... هو من يريد الإسلام هوية الدولة ومرجعيتها الأساسية في التشريع.
التعقيب :
ولا يكتفى بهذا بل يسعى الى تحقيقه .
لماذا أرفض أبو إسماعيل؟
1- أعتبر أن المشكلة الكبرى فى أبو إسماعيل هي غياب الخبرة فى تولى المناصب الرسمية أو العمل السياسي الرسمي، رغم أن الخبرة فى تولي المناصب هى فريضة إسلامية على الحاكم.
وعندما أسأل أحد مؤيدى أبو إسماعيل عن خبراته يرد علي قائلا أن أبو إسماعيل تربى فى بيت سياسي كبير لأن والده كان عضو مجلس شعب !
إن هذا يذكرني برد محمد هنيدى على الظابط فى الفيلم: (أنا إبن عمى عنده بطاقة)
التعقيب :
ان قصر الخبرة والدراية السياسية على مجرد تقلد المناصب الرسمية او الانخراط فى العمل السياسى الرسمى دون غيره من مجالات الخبرة لهو تعنت ظاهر ومخالف ايضا للحقيقة , والا لوجب علينا ان نصم الخلفاء الثلاثة الراشدين الاول بأنهم كانوا عديمى الخبرة عندما تولوا امارة المؤمنين , فلم يتول منهم واحد اى منصب ولم يستعمله رسول الله لا فى قضاء ولا فى حرب ولا فى جباية ورغم هذا كانوا من اعظم من عرفتهم البشرية عدلا وكفاية .
اما حازم صلاح ابو اسماعيل فأن خبرته السياسية تبلورت من خلال انخراطه فى العمل العام واحتكاكه بالممارسة السياسية واهتمامه بما يتعلق بشئون البلاد العامة واجتهاده فى بلورة تصورات قائمة على المعطيات الواقعية لحقائق الامور فى البلد , كما ان عمله فى المحاماه كفل له ميزة الاندماج مع مشاكل المواطنين التفصيلية فى مختلف المجالات المدنية والادارية والسياسية - بحكم ترافعه فى المحاكم العسكرية التى تعد محاكمات سياسية بالدرجة الاولى - فكل هذا يمثل روافد هامة لخبرة حازم صلاح ابو اسماعيل السياسية .
كما اننا لو راجعنا تاريخ مصر الحديث لوجدنا ان الرئيس الراحل انور السادات كان صاحب خبرة كبيرة بمقياس الاخ المصمم الاسلامى , فالرجل كان رئيسا لمحكمة الثورة – خبرة فى السلطة القضائية – ورئيس مجلس الامة - خبرة فى السلطة التشريعية – ونائب رئيس الجمهورية – خبرة فى السلطة التنفيذية - رئيس تحرير جريدة الجمهورية – خبرة فى السلطة الرابعة – ولما تولى الامر خرب البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ودستوريا وكله بالقانون .
كما ان المفكر الإسلامي محمود إسماعيل قال عنه:
حازم صلاح عكس والده فكان والده يندرج ضمن الإسلاميين المجددين وعلي قدر كبير لجوهر الإسلام بتاريخه وتراثه وكان له برنامج يذاع في الكويت يتعلق بالكشف عن الأحاديث ومن الممكن أن يكون نجله حازم جيد في الشريعة ولكنه في السياسة عكس ذلك لأن السياسة ليست كذلك.
http://gate.ahram.org.eg/UI/Front/Inner.aspx?NewsContentID=104752
التعقيب :
لا خلاف على ان الشيخ صلاح ابو اسماعيل كان له مكانته وخبرته وعلمه , لكن ما دليل المفكر محمود اسماعيل على قوله ان نجله لا يدرك السياسة ؟ هو فقط قدح فى الشيخ حازم بحجة ان والده اعلم منه واخبر , وهذه اول مرة نرى فيها بنوة الشخص لرجل عظيم مشهود له بالكفاءة دليل ضعف وقلة خبرة لكن ماذا نقول فالرجل اعماه الحيز لهذا القادم من بلاد الخواجات الذى يجيد شرب الانخاب بطريقة سياسية بالتأكيد .
وعندما نسأل عن خبرات أبو إسماعيل فى تولي المناصب فإننا نرغب البحث فى تاريخه لنرى إن كان قد أدار من قبل أي مؤسسة ناجحة ونحكم على كفاءته فى الإدارة.
فهل كان من قبل قيادي فى أي حزب أو وزير أو سفير أو موظف في وزارة أو نائب مجلس شعب أو أى شئ ... أئ شئ يجعله يستحق أن يكون قائد الدولة القائدة للأمة العربية؟
هل شارك من قبل كطرف فاعل فى أى قضية دولية، هل له خبرة بالعداء مع الصهاينة والأمريكان؟
التعقيب:
وكأن رؤساء الاحزاب والوزراء والسفراء والموظفين فى الوزارات او نواب مجلس الشعب فى اغلبهم هم اهل لمناصبهم فضلا عن ان يكونوا اهلا لقيادة بلد , الم يسمع الاخ المصمم الاسلامى عن قادة الاحزاب الذين تحركهم اصابع الامن ؟ ام تراه لم يسمع عن السفراء المرتشين والورزاء اللصوص ونواب القروض وسميحة والقمار ؟ هل هذه هى الخبرة التى تشترطها لكى تحكم بصلاحية الشخص وخبرته ؟
اما خبرة الشيخ حازم فقد فصلناها فى ردنا السابق.
يقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح:
إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة.
ويتحدث شيخ الإسلام بن تيمية فى كتابه السياسة الشرعية قائلا: إن إختيار من يتولى المناصب فى كل أجزاء الدولة يكون على أساس الأصلح والأكفأ والأعلم بشئون السياسة.
ومن تراثنا القرآني تعلمنا أن (خير من إستأجرت القوي الأمين)
أنا أجزم بأنه أمين .. لكن هل من قوة بدون خبرة عملية ؟
كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة .. بمعنى أنه من النادر أن تجد القوي الأمين ، ولهذا يرى بن تيمية أنه يجب أن يقدم الأصلح للناس حتى لو كان أقل تدينا ، لأن تدينه لنفسه وكفاءته للناس ..
هذا الكلام من كتاب ابن تيمية - السياسة الشرعية
وتستطيع البحث عنه على الإنترنت.
التعقيب :
عندما اراد ان يختار الفاروق عمر اميرا لجيوش المسلمين فى العراق اختار لها سعد بن ابى وقاص وارسل معه طليحة بن خويلد وعمرو بن معديكرب وقال له " معك فارسا العرب فأستشرهما ولا تولهما من الامر شيئا " , فرغم علمه بخبرتهما واقدامهما وشجاعتهما وكفايتهما وربما تفوقهما على سعد بن ابى وقاص فى امور الحرب الا انه لم
يستأمنهما على امارة جيوش المسلمين لعدم اطمئنانه لثابت ايمانهما , فهل نتعلم من هذا الدرس شيئا ؟
2- نعلم أن أول حاكم مسلم لمصر كان عمرو بن العاص (داهية العرب) كانت مؤهلاته للحكم أنه داهية فى السياسة وليس فقيه ديني .. وكان فى هذا العصر الكثيرين من الصحابة الأكثر علما بالدين من ابن العاص .. لكن الفقيه الديني وظيفته الدعوة .. والسياسي المحنك وظيفته أن يسوس الناس
الكفاءة والخبرة فى العمل الرسمى فريضة إسلامية على المرشح للرئاسة
http://www.algareda.com/2011/06/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3/
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن أبي ذر:
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر
ومع ذلك نهاه النبي عن الولاية والإمارة لأنه يراه ضعيفا
فى القرن الحادي والعشرين : أسوأ الضعف فى الحاكم هو ضعف العلم والخبرة .. وقد بحثت فى تاريخه واستمعت للقاءاته ولم أجد خبرة كافية وسألت أحد مؤيديه ما خبرته فى السياسة؟
فقال أنه محب للسياسة منذ صغره وترشح من قبل لمجلس الشعب مرتين .. فسألته: وبيكسب؟ .. قال لي: لا بيخسر .. قلت له: يبقى ربنا بيعاقبه!
التعقيب :
استغرب من المصمم الاسلامى الا يعلم انه ما خسر الا بسبب التزوير الفاضح ضده , ولا يخفى على مطلع – اللهم الا ان كان مصمما اسلاميا – ان فضيحة انتخابات دائرة الدقى فى 2005 كانت على صفحات الجرائد الرسمية , فالرجل حصل على ما يزيد عن 80% من الاصوات لكن تم اسقاطه عمدا , فلا ادرى اى عقاب ربانى يحدثنا عنه المصمم الاسلامى .
3- آثار عدم الخبرة فى السياسة تظهر فى تصريحات ابو إسماعيل .. فهو تكلم عن المرشحين الإسلاميين المنافسين له قائلا: والله هم أجلاء الناس ... لكن عندهم أخطاء عقائدية كارثية تأسيسية !
http://www.youtube.com/watch?v=3NIwuBFnP3M#t=85m51s
من حق الناخب أن ينتقد أى مرشح لكن من العجيب أن يتحدث مرشح عن منافسيه ليعيب عليهم عقيدتهم ويصفها بالكارثية
التعقيب :
ان هذا الكلام الذى تفضل به الاستاذ حازم بخصوص الاخطاء العقائدية التأسيسية كانت فى معرض الرد على تساؤل البعض له عن تعدد المرشحين الاسلاميين , فمن يسأل عن تعدد المرشحين الاسلاميين هو ناخب يصوت لصالح مشروع ايديولوجى بالاساس , فمن الطبيعى ان يكون الجواب حسبما يتناسب مع طبيعة الناخب صاحب السؤال , بل ان هذا الجواب هو من ابلغ الادلة على حصافة الاستاذ حازم السياسية , فهو يفهم جيدا طبيعة السائل من خلال سؤاله ويعرف جيدا كيف يجيبه وكيف يجتذب صوته , لكن طبعا المصمم الاسلامى لم ينتبه لهذه النقطة ربما لأنه مصمم اسلامى اكثر منه ناشط سياسى .
4- أبو اسماعيل يحاول أن يضفي شكل من الثقة فى نفسه فيقول: فوزنا بالإنتخابات نتيجة محسومة .. إن هذا تجني على الغيب فقد قال رب العالمين:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ... سورة الأنعام
http://www.youtube.com/watch?v=OCNyOdZrRfQ
التعقيب :
الرجل يتكلم من خلال تحليله للمشهد السياسى وقراءته لواقعنا السياسى , ثم لا ادرى اى تجنى على الغيب يتحدث عنه المصمم الاسلامى والرجل قدم مشيئة الله واذنه مرتين ؟
5- ثقته في نفسه تزداد عن الحد فيقول: الوقاية الوحيدة لرقاب الثوار هى أن ننجح فى إنتخابات الرئاسة ويشير بإبهامه على نفسه .. وعندما يقول أنه الوقاية الوحيدة فهذا يعنى أن لا مرشح قادر على هذا
http://www.youtube.com/watch?v=eCtq9vwN8-s
التعقيب :
لو انه رأى احد اقدر على القيام بالامر منه لوجب عليه ان يرجع , ولكن ما دفعه للتقدم هو انه رأى فى نفسه من القدرة ماليس فى غيره , فالمرشحين بين ميال للمواءمات واخر من فلول النظام وثالث معاد للأسلام واهله ورابع يستلهم تجربة اذلت وقمعت الشعب عقودا .
6- نظرة ابو اسماعيل للاسلام ليست كما تعلمت من مشايخ الوسطية مثل الشعراوى والغزالى .. فإن ابو اسماعيل يرى ان الإسلام مثل الكلية الحربية .. لا أجبر أحد على دخوله .. لكن إن دخلت فيجب عليك أن تلتزم بالزى .. وبالتالى سيتم فرض الحجاب على النساء والتى لا يعجبها هذا تختار دينا آخر كما قال بالحرف فى لقاءه على قناة التحرير
http://www.youtube.com/watch?v=REbHHT7NxQY
سأتحدث عن خبرتى بالتعامل مع الطالبات الوافدات من الخليج بصفتى محاضر فى إحدى المراكز التدريبية .. وجدت الكثير من الطالبات اللاتى يكن محجبات فى السعودية قهرا يخلعن الحجاب بمجرد وصولهن لمصر ووجدتهن فى منتهى الخلاعة فى التعامل مع الشباب للأسف .. هذه هى النتيجة الطبيعية للكبت .. يتحدث أبو إسماعيل عن أن فرض الحجاب لن يتم إلا بعد موافقة أغلبية الشعب ... هذا معناه أنه سيتم قهر بعض النساء على إرتداؤه دون إقتناع .. هذا مخالف للشريعة الإسلامية .. فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر .. عليك البلاغ وعلينا الحساب .. إن أنت إلا نذير .. وما أرسلناك عليهم حفيظا ..
أتذكر أن إحدى أقربائى هى التى ذهبت لأبيها تخبره أنها تريد أن ترتدى الحجاب ... وكنا فى قمة السعادة أنها هى التى إختارت .. وكان حجابها نابع من أخلاقها لأنه لم يأت بالقهر..
المشكلة أن الذى يرفض قهر الأنثى على الحجاب يتم إتهامه بأنه يريد الفاحشة .. !! بالتأكيد نرفض الفواحش فى مجتمعنا لكن فرض الحجاب بالقوة سيخلق جيلا من المنافقين. والحجاب فى القرآن فرض بمعنى أن من لا ترتدى الحجاب آثمة وستحاسب وليس معنى الفرض أن يفرضه الحاكم .
التعقيب :
لعل المصمم الاسلامى لا يعلم اننا لا نستمد اسلامنا من الشيخ الشعراوى على قدره ولا الشيخ الغزالى على علمه , بل كما اخبرنا الرسول الاكرم " عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى " , وسنة الرسول والخلفاء تخبرنا بصحة ما ذهب اليه الاستاذ حازم بخصوص فرض الحجاب , ولا ادرى ما الفرق بين ما قاله الشيخ حازم فى قناة التحرير وما قاله الفاروق عمر على منبر رسول الله مخاطبا اهل المدينة " لا تلبسوا نساءكم القباطى بأنها تصف "
ولا حاجة للرد على ما قيل حول سلطة الحاكم فى فرض ما امر الله به ومنع ما نهى عنه فالحجج التى ساقها المصمم الاسلامى اوهى من خيوط العنكبوت والمقام لا يتسع للرد .
7- نأتى للنقطة الأخطر والأفظع في فكر أبو إسماعيل
وهى أن يتحدث عن الإرهابي أسامة بن لادن فيقول:
الشيخ أسامة بن لادن رضي الله عنه ورحمه وجعله مع الصديقين!
http://www.youtube.com/watch?v=zT2MEQMPbZY
بن لادن الذى قتل 3000 مدني أمريكي منهم 31 مسلما ومنهم نساء وأطفال !
لم يأمرنا ديننا بالإعتداء إلا على من إعتدى علينا وهؤلاء المدنيين ليس لهم ذنب وفقه الجهاد هو منهج واسع وضخم لم يفهمه هذا الإرهابي فتسبب فى أبشع هجمة على الإسلام في العالم كله وأصبح من المستحيل بناء مسجد أو مركز إسلامي فى نيويورك وتسبب فى إعطاء الأمريكان ذريعة للهجوم على العراق وأفغانستان وقتل ملايين المسلمين ..
بن لادن الارهابى قتل المصريين فى السفارة المصرية فى كراتشى.. وتنظيمه الارهابى يحاول السيطرة على سيناء ومسئول عن تفجيرات شرم الشيخ وطابا..
تعاطف أبو إسماعيل مع تنظيم القاعدة لم تقتصر على الثناء على بن لادن فهو أيضا يعزى الإرهابي أيمن الظواهرى فى وفاة والدته .. هذا يشجع جمهور المشاهدين على التعاطف مع قادة تنظيم إرهابي !
لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا أريد أقدام لتنظيم القاعدة فى مصر
إرحموا مصر ... يرحمكم الله .. لا يغرنكم الكلام المعسول من ابو اسماعيل
من يترحم على الظالم فهو ظالم ..
التعقيب :
ان هذا ما نعده من حسنات الشيخ حازم , اما الكلام عن ان ما قاله الشيخ حازم يشجع الناس على التعاطف مع قادة تنظيم ارهابى فلتنزل فقط فى اقاليم مصر جولة وتستطلع اراء الناس حول اسامة بن لادن رحمه الله وحول ايمن الظواهرى حفظه الله .
8- طبعا لا يفوتنا أن نتحدث عن فاكهة الشيخ أبو إسماعيل
عندما عرف كلمة بيبسي بأنها:
pay each penny saving israel
رغم أنه من المعلوم أن بيبسي موجودة قبل إنشاء إسرائيل بعشرات السنين ومعروف أنها مأخوذة من أنزيم البيبسين ..
إن هذا مستوى ثقافة متدني .. وعجيب أن رجل دولة لا يعلم الدولار فيه كم بنس فيقول ألف أو مئة لا أدرى
http://www.youtube.com/watch?v=WLJ8Xb8267g
التعقيب :
ليس معنى ان الرجل نقل معلومة شاعت بين الناس بغير تدقيق ان نحكم على ثقافته بالمجمل انها متدنية , ولنا فى الفاروق عمر خير دليل , فرأيه فى متعة الحج اشهر من ان تحكى .
9- يتحدث الداعية المعتدل عمر عبد الكافى عمن يقول نريد شيخا ليحكم البلد:
ماعندناش فى الإسلام حاجة إسمها شيخ يحكم
ولما يخطأ هايتقال الإسلام أخطأ ولما نخالفه نكون بنخالف الدين
http://www.youtube.com/watch?v=TkLehhu0KS0
التعقيب :
الاستاذ حازم لم يقدم نفسه على ان مؤهلاته تكمن فى انه شيخ , فالكلام لا ينطبق على الاستاذ حازم فى هذا المجال , وطبعا لا تعقيب على كلمة معتدل , لأن المصطلحات فقدت قيمتها بسبب كثرة تشويه من فى قلوبهم مرض لها .
10- أهم ما فى الموضوع أنه عندما سئل أبو إسماعيل: هل ستمنع الخمور؟
أجاب الشيخ قائلا: سأدع البرلمان ليقرر.
ما الفارق إذن بينه وبين أى مرشح طالما تشريع القوانين ليس مهمة الرئيس وخصوصا فى الدستور القادم الذى سيتم فيه تحجيم صلاحيات الرئيس وليس لأى رئيس أو حكومة القدرة على تجاهل تشريع أقره البرلمان.
ومن العجيب أن أبو إسماعيل قال على منع الخمور أمر يخص البرلمان ...
ثم قال فى لقاءه في برنامج ابراهيم حجازى:
عندما أصل للرئاسة سألغي السجون وأستبدلها بمعسكرات إنتاج.
لسنا بصدد الكلام عن سلامة الفكرة وإنما أتساءل هنا:
ألا يعنى هذا تغيير قانون كامل إسمه القانون الجنائي!
أليست هذه أكبر وأعظم وأولى أن تكون وظيفة البرلمان !
التعقيب :
بالنسبة لموقفه فى الخمور لا ادرى الم يطلع المصمم الاسلامى على كل لقاءات الشيخ وموقفه الواضح والمعلن من الخمور؟ ياريت تراجع لقاءاته وستجد فيها مواقف واضحة من انه سيمنع كل ما حرم الله سواء خمور او عرى او غيره , فالرجل لم يسند الامر للبرلمان ابدا , لكن يبدو انك لم تدقق او لم تشأ التدقيق .
اما موقفه من السجون فيبدو ان الاخ المصمم الاسلامى لا يعلم ان من صلاحيات الرئيس والحكومة تقديم مشروعات قوانين للبرلمان ويسعى لتمرير هذه القوانين بالعمل على جذب الكتلة الاكبر للمواقفة على القانون المقترح وتمريره , فالرجل يفهم صلاحياته جيدا ويعرض برنامجه الاصلاحى الذى يشمل بالضرورة سن قوانين , وهذا نراه فى كل الدول الديمقراطية , فاوباما مثلا وضع فى اطار برنامجه الانتخابى مشروع لأصلاح التأمين الصحى , وهذا يستلزم تشريع , ولم يخرج عليه احد فى امريكا ليقول له انتبه فهذه وظيفة البرلمان , ربما لأن الامريكان ليسوا مصممين اسلاميين .
11- أعتبر نهضة مصر فى الفترة المقبلة قائمة بشكل أساسي على عمل تحالف سياسي وإستراتيجي مع تركيا ، ولا أنسى تصريح مضحك لمسئول صهيونى يقول فيه : إن العلاقة بين إسرائيل وتركيا يجب أن تتحسن لأننا أهم وأقوى بلدين فى الشرق الاوسط .. كان رد تركيا على هذا التصريح هو زيارة مصر ثم تصريح رسمي من تركيا بأنها تريد تواصل وعلاقات إستراتيجية مع مصر قائلا أن تركيا ومصر أهم وأقوى بلدين فى الشرق الأوسط من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه ..
إن هذا (قفا) سياسي محترم يدل على حب تركيا الشديد لمصر وبغضها لإسرائيل..
أردوجان صرح بهذا قائلا : شعب تركيا يحب شعب مصر فى الله..
وأعتبر التحالف بين مصر وتركيا يحتاج قيادة مصرية متفاهمة مع قيادة تركيا ..
وهذا لا يعنى أبدا أن أردوجان هو الذى يختار لنا رئيسنا ..
لكن يعني أن أردوجان يرغب حقا فى أن تصل للحكم قيادة مصرية ترفع شأن مصر ويجب أن نسترشد برؤيته وهو الرجل الذى يقف شوكة فى ظهر إسرائيل..
لاحظنا جميعا أن أردوجان لم يلتق إلا بثلاثة مرشحين هم :
عبد المنعم أبو الفتوح - محمد البرادعي - حمدين صباحي
كلنا يعلم أن أردوجان إسلامي الفكر وقد تم سجنه من قبل عندما صرح بكلمات تدل على إنتماؤه الإسلامي .. حتى تعريفه للعلمانية تعريف مختلف تماما عن السائد في مصر حيث عرف الدولة العلمانية بأنها الدولة التى تقف على نفس المسافة بين كل المواطنين بغض النظر عن الديانة .. كما قال أن الدولة هى التى تكون علمانية وليس الأشخاص .. وأن العلمانية لا تفصل الدين عن التشريع ..
لماذا لم يهتم أردوجان بمقابلة أبو إسماعيل رغم أن وقته كان يسع لهذا؟
ورغم أن حمدين صباحي و أبو الفتوح أقل شعبية من أبو إسماعيل.
إشارة واضحة لأن أردوجان لا يرى أبو إسماعيل أو العوا مؤهلين لقيادة مصر التى تحتاج حتما للشراكة مع تركيا رغم أن البعض كان يعتبر أردوجان هو العوا التركي !
التعقيب :
كلام ينقض اخره اوله , فبعد ان قلت اولا ان اردوغان لن يختار لنا وصلت بنا فى النهاية الى الانتقاص من ابو اسماعيل لأن اردوغان لم يقابله , يبدو ان ما كان يجب ان يضاف فى مؤهلات المرشح لرئاسة الجمهورية ان يقابله اردوغان قبل ان يترشح .
12- شئ غريب فى مؤيدي أبو إسماعيل .. أن أغلبهم هم السلفيين الذين كان موقفهم الموافقة على التعديلات الدستورية والدعوة للموافقة عليها فى كل مكان .. بل وإعتبار الذين قالوا لا هم التيار الليبروعلماني كما صرحت الكثير من المواقع السلفية على الإنترنت قبل الإستفتاء ..
لا أرى تناسق فكرى بينه وبين مؤيديه .. خصوصا وقد صرح من قبل أنه ليبرالى ما لم نخالف الحلال والحرام.. مع العلم بأن كلمة ليبرالي لا تعنى الدعوة للحرام .. وإنما ترك الإنسان ليختار بين الحلال والحرام بشرط ألا نخالف أعراف وتقاليد المجتمع.
كما أنى أرى أن مؤيديه في غالبيتهم من السلفيين تم إضطهادهم لعشرات السنين وبالتالى لا توجد منهم كوادر مؤهلة للوصول لمناصب فى الدولة الآن .. فإن تولى المناصب الحيوية يقتضى خبرة فى العمل الرسمي .. ولا أظن أن هناك من الكوادر الحقيقية الخبرة سيقبل العمل فى مظلة حكم أبو إسماعيل الذى ليس له خبرة عملية.
التعقيب :
والاغرب ان الشعب المصرى فى غالبيته الساحقة التى تعدت ثلاثة ارباعه قد قالوا نعم فى الاستفتاء , فهذه بشرى سارة للأستاذ حازم , فيبدو ان السلفيين خصوصا والاسلاميين عموما كلمتهم مسموعة لدى الشعب المصرى بعكس العالمانيين الذين يجيدون الصراخ فى الفضائيات .
اما الكلام عن الليبرالية فهى ببساطة لا تضع اى قيود على الحريات تخص الاعراف او التقاليد , اللهم الا اذا كان المصمم الاسلامى يعتزم تصميم ليبرالية جديدة .
13- من قراءتى للصحف الأجنبية علمت أن مئات من شركات السياحة ستوقف تعاقداتها ورحلاتها تماما إلى مصر بمجرد وصول راديكاليين إلى الحكم .. هناك شركات أوقفت تعاقداتها مع مصر بالفعل بمجرد صدور تصريحات الشيخ عبد المنعم الشحات وياسر برهامى عن وجوب طمس التماثيل الفرعونية بالشمع لأن التماثيل حرام مثل الأصنام ! .. نعلم أن انهيار السياحة بعد الإنفلات الأمنى يدعونا إلى تسويق مكلف جدا لعودة السياحة إلى مصر لأنها من أهم مصادر الدخل .
يقول ابو اسماعيل انه سيقوم بعمل مهرجانات ضخمة دعائية للسياحة .. على الأرجح هو لا يقرأ الصحف الأجنبية .. ولا يعي أن هذا التكاليف ستذهب أدراج الرياح.
التعقيب :
دائما السياحة هى حجة العالمانيين ومن يتحالف معهم من المصممين الاسلاميين , ان كانت السياحة الغير منضبطة بضوابط الشرع ستجلب لنا المال فلا حاجة لنا بهذا المال , ولو كان الهدف هو فقط جمع المال فعلينا ان نتوسع فى صالات القمار وفى السياحة الجنسية التى يمكنها ان تزيد ايراداتنا من السياحة اضعافا مضاعفة , ان الاستاذ حازم ببساطة يقدم برنامجا لتطوير السياحة وضبطها بالضوابط الشرعية ويسعى للعمل على جذب قطاعات جديدة من السياحة تختص بالسياحة العائلية التى تضيرها المخالفات الشرعية التى تملأ السياحة بشكلها الحالى , ولكن لو كان عيب الاستاذ حازم انه سوف يمنع عنا الاموال الحرام فلا ارى فيه ميزة اعظم من هذا العيب .
14- لا أهتم بكون أبو إسماعيل من الإخوان أو لا فليس لى عداء مع الإخوان أبدا ..
ما يهمنى هو الصدق فى الكلام ..
هو قال من قبل أكثر من مرة : أنا إخوان وزيادة .. الإخوان لحم ودم .. تربيت فى بيت إخوانى .. الفكر الإخوانى فى قلبي وعقلي .. لكن قرار الجماعة بعدم تقديم مرشح للرئاسة لا يسرى علي لأنى من الإخوان مثل الجمهور للنادي وليس اللاعبين !
هل المرشح عن الإخوان المسلمين فى إنتخابات البرلمان مرتين من قبل وشعار الإخوان على بوستراته يعتبر نفسه ليس من اللاعبين !
التعقيب :
هناك فرق بين الانتماء التنظيمى والانتماء الفكرى , فالاستاذ حازم لم ينتمى تنظيميا للجماعة , ولو كان لديك دليل على خلاف هذا سنكون سعداء بأظهاره , ومن لا ينتمى تنظيميا لجماعة ليس ملزما بقراراتها التنظيمية التى تشمل اعضاءها فقط دون سواهم , اما كونه ترشح على قوائمهم فهو ليس بدعا من الناس , فعادة الاخوان ان يرشحوا من يتوافق معهم فكريا على قوائمهم وان لم يكن ضمن اعضائهم تنظيميا وهذا شهدته النقابات واتحادات الطلاب .
15- لم نسمع عن أبو إسماعيل كسياسى إلا بعد فتح باب الترشح للرئاسة..
لم نعرفه إلا داعية مغمور فى قناة الناس..
وبهذا فإنه هو الذى قدم نفسه للمنصب ولم يكن مطلوبا من الناس قبلها..
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: إنا لا نولى أمرنا هذا من طلبه
ويقول البعض أن سيدنا يوسف طلب المنصب من الملك عندما قال له إجعلنى على خزائن الأرض فى سورة يوسف !
أليس الفارق واضحا !؟ إن يوسف عليه السلام نبي يوحى إليه !
كما أن الملك هو الذى طلبه (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين)..
عندئذ أرشده النبي يوسف للطريقة التى يستطيع بها خدمته وهى أن يكون وزيرا للخزانة..
إذن أبو إسماعيل يقع فى خانة من بدأ بطلب المنصب وليس من طلبه الناس إليه.
ولا أقبل مرشح تكونت حملة دعمه بعد إعلانه ترشحه للمنصب.
التعقيب :
كنت اتمنى من الاخ المصمم الاسلامى ان يهتم بالجرافيك والتصميم ويبتعد قليلا عن الافتاء فى امور الدين , فمسألة طلب الامارة تحتاج لتفصيل قد يفتقر اليه المصممين الاسلاميين , اعلم ان الاصل هو عدم التقدم للأمارة مادام هناك من يصلح للقيام بالامر , اما ان رأى الانسان ان فيه ما يؤهله للقيام بالامر وان الامر لا يقوم الا به وجب عليه التقدم والاخبار بما يمتلكه من قدرة على النهوض بالمسئولية , وقد قال الامام القرطبى فى تفسير الاية التى اوردتها انت " وهكذا الحكم اليوم، لو علم إنسان من نفسه أن يقوم بالحق في القضاء والحسبة ولم يكن هناك من يصلح ويقوم مقامه وعلم منه ذلك، وجب عليه أن يتولاها ويسأل ذلك، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك، كما قال يوسف عليه السلام " , ولنا فى عمر بن الخطاب اسوة حسنة عندما قال لخليفة رسول الله ابو بكر الصديق " انا اكفيك القضاء " فولاه ابو بكر القضاء , فهل نتبع سنة الرسول والخلفاء الراشدين المهديين من بعده ام نتمسك بكلام المصمم الاسلامى ؟
اما القول انك لم تسمع عن ابو اسماعيل كسياسى الا بعد فتح باب الترشح للرئاسة فهذا عيب فيك انت , فأولا الرجل اسمه معروف منذ سنين وحكينا تاريخه وثانيا باب الترشح للرئاسة لم يفتح بعد