ففى معركة قادش التى قادها رمسيس الثانى تجاه تحالف الدول الاسيوية وقع رمسيس الثانى فى خطأ عسكرى فادح , اذ تحرك بحراسه ومعهم فرقه آمون مخلفا وراءه فرق لجيش الثلاث الاخرى , وعسكر غرب مدينة قادش , ثم حاصرته جيوش خيتا وحلفائهم , واوقعوا خسائر فادحة بفرقة رع واحاطوا فرقة امون وشطروا الجيش نصفين , وكان النجاح الوحيد هو مجرد نجاح جزئى حققه فرعون بأن منع الحيتيون من عبور نهر صغير يصب فى نهر ارمنت , ورغم هذا كانت المعركة اقرب الى الهزيمة منها الى النصر بسبب الخطأ الفادح الذى ارتكبه رمسيس الثانى .
لكن تم تحويل اعمال فرعون الى بطولة مجيدة فتصفها التقارير الرسمية الخاصة بالمعركة بالقول " وعندئد احاط الاعداء بحرس جلالته , الذين كانوا بجانبه , وعندما حقق جلالته النظر فيهم انقض عليهم غاضبا مثل والده منتو رب طيبة بعد ان دجج بعدة الحرب ولبس درعه وكان مثل ستخ فى ساعة شجاعته وعندئذ اسرع بجواده العظيم المسمى النصر فى طيبة , قم انقض بسرعة منفردا بنفسه , وكان جلالته وقتئذ شجاع القلب , وسقط امامه كل اقليم ووجهه جذوة نار تحرق كل بلد اجنبى باللهيب , وقد صار كالاسد الهصور عندما رآهم وقوته ترسل عليهم شواظا من نار , .... " وتم تحميل جنود الفرعون مسئولية الاخطاء التى وقع فيها الفرعون واتهمهم بالجبن والعجز والخوف والتخاذل , بينما الفرعون المسئول الاول عن هذه الكارثة صار اسدا هصورا وبطلا مغوارا انتزع النصر الثمين .
وقد استمرت هذه العادة عند الحكام حتى عصرنا الحالى , ففى حرب اكتوبر عام 1973 بعد ان حقق الجيش المصرى نصرا باهرا بالعبور , وصد جميع الهجمات المضادة التى قام بها الصهاينة , وكبدوهم خسائر فادحة , وملك الجيش المصرى زمام المبادءة فى الحرب , وسيطروا على الساحة واصبح اليهود يتحركون على خطى الجيش المصرى , تدخل السادات رغم جهله العسكرى فى المسائل العسكرية البحتة , فأمر بالقيام بالهجوم المضاد رغم معارضة رئيس الاركان , وخسر الجيش المصرى فى هذا الهجوم المضاد 250 دبابة , واستنزف احتياطى الجيش , واتاح الفرصة للصهاينة ان يحدثوا الثغرة ويعبروا لغرب القناة , ومرة اخرى تدخل السادات فى المسألة العسكرية ورفض سحب اربعة الوية مدرعة من الشرق لاستيعاب القوات الاسرائيلية التى عبرت مخالفا رأى رئيس الاركان ورأى قائد الجيش الثالث وقائد اللواء 25 مدرع , واجبرت القوات المصرية على الدخول فى معركة شرق القناة عند الدافرسوار بدون غطاء جوى دمر فيه اللواء المدرع , وفى الغرب اقحم اللواء 116 مشاه فى معركة غير متكافئة ضد لواءين مدرعين ولواء مظلات وكانت خسائره فادحة هو الاخر , ولما ارتفع عدد القوات الاسرائيلية غرب القناة الى ثلاث فرق مدرعة رفض السادات مرة ثالثة اقتراح بسحب كل الالوية المدرعة من شرق القناة لصد الهجوم غرب القناة مع الاحتفاظ بخمس فرق مشاة كاملة فى الشرق , وعوضا عن ذلك تم الزج بالاحتياطى الاستراتيجى فى معركة خاسرة غرب القناة , واصبح ظهر الجيش الثالث مكشوفا والطريق الى القاهرة مفتوحا , واضطر السادات تحت وطأة هذه الظروف ان يسحب الفرقة الرابعة المدرعة فى قرار متأخر جدا عن موعده , ولم يمنع من محاصرة الجيش الثالث ومدينة السويس , وسقوط ميناء الادبية , هذا اضافة الى زحف الاسرائيليين نحو الاسماعيلية .وتحولت دفة الحرب بعد ان كانت نصرا كاملا للمصريين الى هذا الحال المأساوى بسبب الاخطاء التى وقع فيها السادات , فبعد ان كان الوضع الطبيعى فى المعارك الجوية هو سقوط طائرات الفانتوم
صار طبيعيا سقوط طائرات الميج المصرية
بعد ان تم تدمير او الاستيلاء على قواعد الصواريخ المصرية غرب القناة
وبعد ان كان تدمير الدبابات الاسرائيلية هو الطبيعى