لعلنا نلاحظ جميعا أن هذا التعبير متداول هذه الآيام على الألسنة من خلال وسائل الإعلام حيث يوظف هذا التعبير من قبل البعض لمآرب ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب وأعنى بذلك توظيف العلمانيين ومن حذا حذوهم من جماعات المصالح التى لا تعرف معنى لمفاهيم الديموقراطية وحرية الرأى التى يتشدقون بها إلا فى حقهم هم أنفسهم ومارست فى عهد النظام السابق الاستبداد ومحاولة الاقصاء فى ابشع صوره من خلال تماهيهم مع النظام فى جهود لاهثة فى سبيل اقصاء الإسلاميين وعزلهم عن المجتمع
لا خلاف حول الرفض التام لـ " اختطاف الثورة " لكن المشكلة أن البعض يعتبر أن وصول تيار معين للحكم حتى وإن كان من خلال " صناديق الاقتراع " فى سياق انتخابات نزيهة يعد اختطافا للثورة وأنه كى لا يحدث اختطاف للثورة لابد ألا تفضى هذه العملية الديموقراطية إلى وصول هذا التيار المعين للحكم أو الحصول على الأغلبية فى المجالس النيابية ويحرمون عليه السعى للحصول على هذه الاغلبية ، مع أن هذا حق أصيل فى العملية السياسية حتى فى أعرق الديموقراطيات فى العالم ، فى حين يبيحون هذا السعى لأنفسهم ،، وهذا عين اختطاف الثورة من قبل هؤلاء ، حتى وإن كان هذا الوصول تعبير حقيقى و واعى وعميق عن إرادة الشعب ، وهنا تبرز إلى الساحة محاولات فرض الوصاية من قبل هؤلاء على المجتمع بالرغم من كونهم فى واقع الأمر قلة متنفذة مكَن لها النظام السابق ، من خلال توفير المنابرالإعلامية والصحافية ، ووظفهم بقصد منهم أو بدون قصد ليشنوا حرب بالوكالة عن النظام ضد الإسلاميين ، فينبرى أحدهم ليعلن بالنيابة عن الشعب أن الشعب يريد سلطة مدنية ، ويعنى بذلك علمانية ، ولن يقبل بسلطة ذات مرجعية دينية ، ويعنى بذلك إسلامية ، ولن يقبل بوصول أحزاب إسلامية للحكم من خلال الانخراط فى العملية السياسية ! ، ثم تظهر الدعوات لإلغاء المادة الثانية من الدستور أو إعادة النظر فيها بدعوى ان الدستور لابد أن يؤصل لما يسمى مبدأ المواطنة و " العدالة " و " المساوة " بين جميع أفراد الشعب فى الحقوق والواجبات ، فى زعمهم ، ولو كان هذا من خلال حتى طمس هوية الأمة والانكار عليها حق التعبير عن موقفها وخيارتها بحرية مطلقة !
أنا لا احاول أن أقترف نفس الخطيئة التى يقترفها هؤلاء من محاولة التكلم باسم الشعب وتحديد خياراته والتعبير عن إرادته بالنيابة عنه ، بل فلندع الامة بالفعل ونفسح لها المجال كى تتحدث عن نفسها ، لكنى فقط احاول رصد المحاولة الاستباقية من قبل هؤلاء لفرض وصايتهم على الشعب وسلب إرادته والحجر على أرائه ومواقفه . وأحسب أن هذا جزء لا يتجزأ من الثورة المضادة فالحديث فى هذا الاتجاه غرضه شق الصف وايقاع الفرقة بين القوى الوطنية التى تضافرت جهودها فى انجاح الثورة ، وذلك لعلم الجميع ان احتدام جدل يتعلق بهذا الشأن ينذر بعواقب وخيمة وعليه فدعوات من هذا القبيل تلقى بالفعل بظلال من الشك على حقيقة نوايا هؤلاء ومكنون صدورهم .
لا تنسوا الثلاثاء القادم
http://www.facebook.com/event.php?eid=185218911516253