الأربعاء، 28 مايو 2008

العالمانيون اصحاب النكهة الاسلامية

ان وجود فئة العالمانيين فى مصر امر معروف منذ اواخر القرن الثامن عشر , فالعالمانية مرض متوطن فى مصر منذ ذلك الحين مثله مثل الكوليرا , ينشط فى بعض الاحيان ليصبح وبائيا او يخبو احيانا اخرى فى البرك والمستنقعات والمصارف المائية .
لكن ما يلفت الانتباه حقا هو ظهور انواع جديده من هذه السلالة , وهى تلك الفئة العالمانية المغلفة بطبقة اسلامية رقيقة .
ولا يهمنا هنا ان نطرح جوانب الاختلاف بينهم وبين العالمانيين الصرحاء فكلاهما عندنا سواء , لكن ما يهم هو توضيح السمات الاساسية التى تكشف حقيقتهم وتبين منهجهم , وهذه السمات يمكن تلخيصها فى نقاط ثلاث :
1-تنحية الجانب العقيدى من قضايا الامة المصيرية :
يتبنى هذا التيار خطابا ماسخا عند تناول قضايا الامة , يتجنبون فيه اظهار المنطلق العقيدى الذى يجب ان يحكم تحركات الامة فى مواجهة قضاياها , فعند الحديث عن فلسطين مثلا تجد احدهم يتحدث عن حق الشعب الفلسطينى فى الحياة , وانهم يعانون ليس لشىء الا لأنهم يريدون ان يأمنوا على انفسهم وعلى اولادهم , ولكن ليس لأنهم يجاهدون المحتل ويدفعون الصائل , وان الامة يجب ان تنصرهم لأن جهاد الدفع فرضا عينيا , ولأن الشعب الفلسطينى مسلم يجب ان نواليه ولا نسلمه لجلاديه .
فهذا الجانب يختفى تماما فى خطابهم ولا يكاد يرى , وهم فى هذا اما يتشبهون بالعالمانيين والليبراليين , واما متأثرين بخطاب بعض الاوساط الغربية التى تدعى تأييد حقوق الفلسطينيين , ولكن كلا الامرين وصمة فى حق اى واحد من ابناء هذه الامة .

2-محاولة تطويع الاسلام ليوائم المفاهيم الغربية :
يغلب المنهج الاعتذارى على لغة الخطاب لدى هذه الفئة عند التحدث عن الاسلام , فهم لا يقدمون الاسلام للآخر كما يأمرنا الله , لكن يقدموه كما يريده هذا الاخر , فان كان هذا الاخر لا يريد ان يسمع عن الجهاد فالمسألة تنحى تماما من مفاهيمهم , وغزوات الرسول وفتوحات الصحابة ما هى الا حربا دفاعية بحتة اجبروا على خوضها حسب كلامهم , وان كان الاخر يؤمن بحقوق المثليين فالمسألة فيها نظر اسلاميا , اما تعدد الزوجات فهو فى تصورهم لحالات شديدة الخصوصية تكاد تكون معدومة فى عصرنا الحالى , بل اننى قرأت لأحدهم مؤخرا مقولة فى منتهى الاستفزاز يقول فيها " انا شخصيا مقتنع بما يسمى تطور التشريع " كأنه يريد ان ينسخ احكام القران لأنها لا توافق العصر , وآخر ذهب للقول بتحريف حد الرده بالكلية وفرغه من مضمونه حتى يوافق مفهوم الدولة المدنية لدى العالمانيين والغرب .

3-التقرب من العالمانيين والملاحدة والنفور من ابناء الحركات الاسلامية :
تعتبر تصورات العالمانية والغرب عن الحركات الاسلامية من الثوابت لدى هذا التيار , بل انها اثبت لديهم من القران والسنة وهدى السلف , فبما ان العالمانيين يقولون ان بن لادن والقاعدة ارهابيين فهم كذلك فى تصورهم , بل ومتطرفين ودمويين ايضا , وابناء التيار السلفى هم بلا شك رجعيين جامدين متحجرين لا يعيشون فى هذا العصر , ويجرى على هذا النهج موقفهم من كل الحركات الاسلامية .
وفى المقابل يجد وبسهولة مساحة شديدة الاتساع للتلاقى مع التيار الليبرالى او اليسارى او حتى الملاحدة للتغيير والاصلاح , بل ان منهم من يجد نقاطا مشتركة كثيره بينه وبين حقوقيين اوروبيين او امريكان وحتى يهود , لكن لا يجد ادنى فرصه للتقارب مع ابناء الصحوة الاسلامية .

ولعل اخطر ما فى هذه الظاهرة هو انضواء بعض اصحاب هذا المنهج لأبرز حركات العمل الاسلامى هذه الايام , وتبنيهم خطابا متعلمنا يهدفون لاضفائه على هذه الحركات بغية علمنتها فى النهاية , وهم يدعون حرصهم على الاسلام ومحاولة تجميله وتحسينه حتى يلقى قبولا لدى الاخر .

هل صح قول من الحاكى فنقبله ام كــل ذاك اباطيــل واسمــار
اما العقـــــول فآلت انـه كــذب والعقل غرس له بالصدق إثمار

الخميس، 15 مايو 2008

النكبة والتاريخ المغلوط

اليوم هو الخامس عشر من مايو الموافق يوم اعلان قيام دولة اسرائيل منذ ستين عاما , ويسبق هذا التاريخ يوم 14 مايو الذى اعلن فيه انتهاء الانتداب البريطانى عن فلسطين , واصطلح على تسمية هذا اليوم بيوم النكبة , لكن اسأل ما الفرق بين الاحتلال الصهيونى لفلسطين والاحتلال البريطانى لها ؟ هل كان الاحتلال البريطانى جنة للفلسطينيين والعرب ووقعت النكبة يوم زال هذا الاحتلال؟
ان النكبة يا سادة المفترض ان تعنى احتلال فلسطين وليس زوال احتلال بريطانى واستبداله باحتلال صهيونى , وبالتالى فيجب ان نصحح جميعا تاريخ النكبة من يوم 15 مايو 1948 بتاريخ 7 نوفمبر 1917 وهو تاريخ سقوط القدس فى يد القوات البريطانية بقيادة اللنبى بعد الانتصار على القوات العثمانية فى معركة غزة الثالثة بتاريخ 31 اكتوبر 1917 .
وقد كانت اول ارهاصات هذه النكبة هى عزل السلطان عبد الحميد الثانى صاحب الموقف الصلب والمشرف من مسألة توطين اليهود فى فلسطين وذلك فى يوم الثلاثاء بتاريخ 27 ابريل 1909 .
ومن خلال هذا نستطيع ان نعرف ان استخدام النعرة القومية التركية وجمعيات الاتحاد والترقى كانت المسئولة عن اسقاط السلطان عبد الحميد , الذى كان عزله تمهيدا للنكبة , وكانت القومية العربية والحرب التى شنها القوميون العرب على الجيوش العثمانية بقيادة اللاشريف حسين وابنه اثناء الحرب العالمية الاولى هى السبب المباشر فى وقوع النكبة ودخول القوات البريطانية القدس .حقا انها منتنة

السبت، 10 مايو 2008

بين حماس وحزب الله

تابعت احداث لبنان الاخيرة , ولم اقلق كثيرا بخصوص النتائج , فالمسألة كانت محسومة منذ البداية , والخوف من حرب طائفية او اهلية ليس فى محله ,لكن ما لفت انتباهى حقا هو موقف البعض مما حدث , خصوصا عند ربطه بما يحدث فى فلسطين , فهناك تيار يدين حماس وحزب الله وكل جماعة مقاومة لأنها كذلك , وهناك تيار اخر يؤيد ويساند كل جماعة شريفة مخلصة تقاوم وتلتزم بمبادىء واسس امتها , والتيار الثالث هو التيار الذى حيرنى حقا , فهم يهللون لحزب الله بينما يطعنون فى حماس ويدينون كل تصرف لها , بينما نفس التصرفات لو صدرت من حزب الله تكون موضع ترحيب , والتشابه بين مواقف حزب الله وحماس كبير جدا , فحماس اختارت الحسم العسكرى فى غزة وادينت من قبل هذا التيار , وعندما انتهج حزب الله نفس الطريق هللوا له , وحماس استخدمت العمليات الاستشهادية ورأيت بعض الكائنات اليسارية المعرضة للانقراض تدين هذا الاسلوب من المقاومة , رغم ان عملية سناء محيدلى فى جنوب لبنان سبقت اى عملية استشهادية نفذتها حماس , ثم ادانوا دخول حماس للأنتخابات وتشكيلها الحكومة رغم انها حصلت على الاغلبية , بينما حزب الله دخل قبلها الانتخابات ولم يحصل على اغلبية ولا حتى ما يقاربها وهللوا له , ثم ادانوا عمليات حماس العسكرية ضد اسرائيل بحجة انها تجلب الدمار على الفلسطينيين وهللوا لحزب الله فى حرب تموز رغم ان اكثر من الف لبنانى قتلوا ودمرت البلد ايضا , لكن تحججوا ان اسرائيل اعترفت بهزيمتها فى لبنان , وتجاهلوا ان اسرائيل اعترفت بعجزها عن دخول غزة ايضا , واخيرا هاجموا حماس لأنها استخدمت اسلوب الجموع البشرية فى فتح معبر رفح , رغم ان هذا الاسلوب استخدم من قبل فى لبنان لتحرير قرية الشقيف ارنون .
ورغم كل هذا التشابه فى التصرفات ورغم صعوبة ظروف حماس وضعف امكاناتها اذا قورنت بحزب الله , ورغم ضيق المساحة التى يمكن ان تتحرك فيها , ورغم عظمة وقوة انجازاتها فهم دائما يدينون حماس ودائما يهللون لحزب الله , ولم اجد جوابا شافيا لهذا التناقض الغريب الا فى كلام بنت القمر عندما قالت :
نقطه حزب الله وحماسشوف انا ها اريحك وها اجيب هالك علي بلاطهالبعض رافض اي صبغه اسلاميه للحل {حل اي مشكله}بمعني حماس سنيه وجيرانا وقد يري البعض انها امتداد للاخوان وده بالنسبه لهم مرفوض وها بقوي شوكه الاخوانيقوموا يقولوا امن مصر وسياده مصروالاخوان الحماساويه التيييييت استباحوا حدودناوبقيه الاغنيه اللي انت عارفهاكأن فناء حماس او اي فصيل مقاوم هو تدعيم لامن مصر كأن اسرائيل وترسانتها النوويه لما ها تضربنا ها تقعد تفرز ده كان مع او ضد حماسولاحظ ان معظم اللي هاجموا حماس ليهم موقف معادي اصلا من الاخوان فهمني يا باشا؟؟يعني لو حماس حررت فلسطين تبقا مصيبه اما حكايه الحدود.. وده حق يراد بيه باطل لو كان الحزب الشيوعي او كتله مش عارف مين او الفتحاويه هما اللي عملوا كده اعتقد يقينا ان موقفهم ها يكون مختلفمحدش نزيه يا محمود ولا خالص النواياوالخطير جدا انه محدش موضوعي!!تحياتي

اعتقد فى هذه الاجابة قد اصابت كبد الحقيقة انهم يعادون حماس لأنهم يعادون الاخوان , ويعادون الاخوان ليس لأنهم اخوان ولكن لأنهم مسلمين .